يسدل اليوم بالمتحف الوطني للفن الحديث والمعاصر بالعاصمة، الستار على معرض تشكيلي للفنان البيروفي »سارجيو سيلفا كخاهوازنغا« الذي قدم مجموعة لوحات تترجم قضايا إنسانية راهنة بأسلوب حميمي وصريح يستمد مشاهده من حضارة »الأنكا« العريقة. تعكس لوحات هذا الفنان الذي سبق له وأن عرض في الجزائر العاصمة سنة 2006، بطريقة حميمية اندفاعات روحه ومسيرة بحثه ورحلاته، فالرسم حاجة حيوية للتحدث عن الذات والتعبير بصفة شعرية عن الانشغالات العاطفية وعن ما يؤثر في الناس. اعتنق سارجيو سيلفا كخاهوازنغا الفن التجريدي، اذ يندرج معرضه ضمن الرمز المزدوج للماضي والحاضر، فهو يهتم في الوقت نفسه بعلم الآثار وحضارة أسلافه »الأنكا«، وكذا بمسائل البيئة التي تتوقف عليها نجاة الإنسان وتوازنه. برهافة حس يعكس الفنان علاقة الإنسان مع الكون في لوحات تشبه مناظر طبيعية، وتترجم أعماله الغضب الذي يشعر به جراء الأخطار الجسيمة التي تتهدد البيئة، فتمتزج بفضل الأشكال والألوان والمواد، الفضاءات الطبيعية والفكرية لتولد تحفة مؤثرة. ويبقى هدف هذا الفنان جعل أعماله انعكاسا لمواقفه واكتشافا لأشكال جديدة ولحرية تعبير متزايدة تحمل المزيد من التأمل. ويحيل هذا التجريد التلميحي الى شساعة الفضاءات وقوة العناصر الطبيعية والى علم الآثار، واظهار مدى التدخل المعماري في الطبيعة، فيتولد في ابحاثه التصويرية ابهام دائم سرعان ما يصبح ميدانا خصبا لفكرة مستبطنة. يتقن هذا الفنان استعمال الألوان الزيتية على المساحات الكبيرة والصغيرة، اذ ان شاعريته الصماء (يرسم بلغة الشعر) والمشمسة، تعطي نفسا لا يقاوم لطابع تصويري سبق وأن مورس، لكن سارجيو جدد بواسطة الشكل كتاباته التي تسافر بالجمهور الى عالم الأحلام، كما أن ترتيبه للتوازن والاختلال وتمثيله لتصادم الخطوط، وكذا الرسوم المتنوعة في فضاء تحدده مقاييس اللوحة، تولد ديناميكية تطورية لا حدود لها. يحمل الملون المرجعي للفنان أنماط الأحمر والترابي الأصفر والألوان الداكنة، وأنماط الأسود والأزرق.. أما النور الذي يشع من هذه الألوان فيوحي ببريق الذهب الذي كانت شعوب »الأنكا« تقدمه في قرابينها. يحاول هذا الفنان التغلغل الى ضمير الجمهور ومدى وعيه للبيئة، حتى تتواصل الديناميكية التي يتميز بها العالم والإنسان عبر التاريخ والزمان، في حلقة من التواتر والتعايش الأبدي. للتذكير، فإن سارجيو من مواليد العاصمة البيروفية ليما في 8 أكتوبر 1969، وهو خريج المدرسة العليا للفنون الجميلة بالبيرو سنة 1991، تخصص خلال دراساته العليا في الرسم الزيتي ثم الجداري ثم التخطيطي، وكان الاول في دفعته، كرم هذا الفنان في العديد من الدول، منها مصر وسنغافورةوالولاياتالمتحدة، كما تحرص منطقة الكيبك بكندا على استضافته في ورشة المنمنمات التي تقام كل سنتين. من بين المعارض الدولية التي أقامها معارض في مصر، سنغافورة، تونس، الجزائر، الشيلي، الولاياتالمتحدة، الصين، ألمانيا، سويسرا الدنمارك وغيرها...