في إطار متابعة أشغال ترميم المساجد العريقة بالمدينة القديمة، أمر والي قسنطينة ساسي أحمد عبد الحفيظ، المؤسسة المكلفة بترميم مسجد "سيدي لخضر" الواقع بقلب حي الجزارين، بالإسراع في وتيرة الأشغال، مقابل تذليل العراقيل المطروحة للدفع بالورشات. تفقد والي قسنطينة، رفقة مدير الثقافة، نهاية الأسبوع الفارط، ورشة ترميم مسجد "سيدي لخضر"، التي تدخل ضمن مشروع ترميم مساجد قسنطينة العريقة، في إطار مشاريع "قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015"، كما تفقد لواحق المسجد من محلات، تشرف عمليات الترميم بها على الانتهاء، ليتم تسليم عدد منها عما قريب. في السياق، أكد الوالي خلال الزيارة التي شملت ورشة ترميم مسجد "عبد الرحمان باشتارزي"، حرص السلطات المحلية على استكمال ترميم هذه المعالم الدينية التي تدخل ضمن الموروث الثقافي المادي الوطني، بعد أن عرفت تأخرا كبيرا في الأشغال، خاصة أن بعضها أغلق أبوابه في وجه المصلين سنتي 2014، من أجل الترميم، ثم سنة 2015، لكن الأمور لم تسر وفق ما خطط له، لتبقى كل المساجد المعينة بالترميم، ورشات مفتوحة، فمنها من انطلقت ولم تنته، ومنها من تبقى تراوح مكانها دون انطلاق الأشغال بها، باستثناء "المسجد الكبير" بشارع العربي بن مهيدي (طريق جديدة)، ومسجد "الباي" بشارع 19 جوان (شارع فرنسا سابقا)، اللذين انتهت بهما الأشغال وفتحا أبوابهما أمام المصلين. عملية ترميم مسجد "سيدي لخضر"، الذي ارتبط عند القسنطينيين وحتى عند الجزائريين، بالدروس الوعظية لرئيس جمعية العلماء المسلمين، المصلح ورائد النهضة عبد الحميد ابن باديس، كانت رهينة عدم جدية المقاولات المشرفة على العملية، مما استوجب فسخ عقد الصفقة التي تم منحها لهذه المقاولات المحلية، والتي رصد لها وقتها مبلغ 12 مليون دينار، بعدما لم تتعد نسبة تقدم الأشغال 15 ٪، مع عقد صفقة مع مقاولة أخرى، شأنه شأن مسجد "باشتارزي"، بعد قرار رئيس الجمهورية السنة الفارطة، باستئناف أشغال ترميم هذين المعلمين. عرفت عملية ترميم مساجد وزوايا المدينة القديمة التي تشرف عليها وزارة الثقافة، تأخرا، بسبب بعض الأمور التقنية والقانونية، خاصة في قضية توطين مكاتب الدراسات الأجنبية التي أشرفت على انطلاق العملية وكيفية تحويل الأموال، وهو ما عطل عملية ترميم 11 مسجدا و9 زوايا تمت برمجتها، ورصد لها وقتها أكثر من 200 مليار سنتيم، وفوتت على ضيوف الجزائر الذين زاروا قسنطينة، في إطار "تظاهرة عاصمة الثقافة العربية 2015"، زيارة هذه المعالم الدينية والتاريخية التي يعود بعضها إلى القرن العاشر، على غرار مسجد "سيدي عفان" الذي بني سنة 900 ميلادي، و"المسجد الكبير" الذي بني سنة 1136 ميلادي. أثارت الصور المتداولة على منصات التواصل الاجتماعي، بشأن الحالة المزرية التي بات عليها مسجد "سيدي لخضر"، الذي كان يستقبل دروس الشيخ عبد الحميد بن باديس، ردود فعل من السلطات الرسمية، حيث اتخذت قرارات سريعة لإطلاق عمليات الترميم، في انتظار الالتفات إلى مطبعة "الشيخ عبد الحميد ابن باديس" بشارع الأربعين شريف، والتي تعرف هي الأخرى تدهورا كبيرا، شأنها شأن بيت العلامة بحي السويقة، وهي معالم أثرية تم تجميد عمليات ترميمها بسبب الأزمة المالية، وعلى وزارة الثقافة التدخل من أجل حمايتها وإعادة الاعتبار لها، وفقا لنداءات جمعيات المجتمع المدني وعدد من الجمعيات الثقافية بعاصمة الشرق الجزائري.