أكد متحدث باسم الخارجية الأمريكية، أمس، أن إدارة الرئيس جو بايدن "لم تتخذ قرارا" بشأن اعتراف الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بالسيادة المزعومة للمغرب على الصحراء الغربية. وقال المسؤول الأمريكي الذي فضل عدم الكشف عن هويته في تصريح نقلته قناة "الحرة" الأمريكية أنه "لم يتم اتخاذ مثل هذا القرار" في رده على ما نقله موقع "أكسيوس" الاخباري الذي ذكر الأسبوع الماضي أن، كاتب الدولة الأمريكي أنطوني بلينكن أبلغ نظيره المغربي ناصر بوريطة أن إدارة بايدن "لن تتراجع في الوقت الراهن" عن اعتراف إدارة ترامب بالسيادة المزعومة للمغرب على الصحراء الغربية. وأضاف المتحدث بإسم الخارجية الأمريكية أنه "نجري مشاورات بشكل خاص مع الأطراف حول أفضل طريقة للمضي قدماً وليس لدينا أي شيء إضافي لنعلنه". من جهته قال أستاذ تسوية النزاعات الدولية وعضو لجنة خبراء الأممالمتحدة سابقا، محمد الشرقاوي، عن مصادر مطلعة في واشنطن أن رواية موقع "أكسيوس" غير صحيحة. وأوضحت مصادر الأكاديمي المغربي المقيم بالولاياتالمتحدةالأمريكية أن معلومات مراسل موقع "أكسيوس" استقاها من الكيان الصهيوني وليس من مقر وزارة الخارجية الأمريكية. وأضاف وفقا لهذه المصادر أن الموقع المذكور لم ينقل حقيقة ما تم خلال الاتصال الهاتفي باعتبار أن الوزير بلينكن والمتحدث باسم الوزارة نيد برايس كانا الحاضرين الوحيديْن في القاعة لحظة إجراء الاتصال مع الوزير المغربي وسط الإجراءات الاعتيادية لضمان سرية الاتصالات التي يجريها الوزير. ونبه الشرقاوي إلى أن وسائل الإعلام الأمريكية المعروفة مثل "واشنطن بوست" أو "نيويورك تايمز" أو قنوات "سي إن إن" و"إي. بي. سي" أو المواقع الإخبارية لم تنقل رواية موقع "أكسيوس". وهو ما جعله يستنتج عدم وجود ما يؤكد صحة هذه المعلومات ذات المصدر الواحد وعدم قناعة هذه الوسائل الإعلامية بأنه "سبق صحفي" حقيقي. وقال نفس الأكاديمي "ولو كانت وزارة الخارجية والبيت الأبيض قد حسما موقفهما إما باعتماد الاعتراف أو تجاوزه، لكان مراسلو الواشنطن بوست أو نيويورك تايمز أو وول ستريت جورنال قد نشروا ما ينبئ عن ذلك مثل استشراف القرارات المرتقبة عادة في واشنطن ولهم مصادرهم داخل وزارة الخارجية والبيت الأبيض وبقية مراكز اتخاذ القرار". يذكر أن الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب كان اعترف في نهاية عهدته الانتخابية بالسيادة الوهمية للمغرب على الصحراء الغربية عبر تغريدة على حسابه الشخصي على مواقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، مقابل تطبيع الرباط مع الكيان الصهيوني في صفقة أثارت الكثير من الجدل دوليا. وعبرت شخصيات أمريكية وازنة عن رفضها لاعتراف ترامب لأنه يمس بسمعة مصداقية الولاياتالمتحدةالأمريكية كعضو بمجلس الأمن الدولي وراع للسلام في العالم. وحث 27 عضوا في مجلس الشيوخ الأمريكي الرئيس جو بايدن على التراجع عن إعلان الرئيس السابق واعادة واشنطن إلى التزامها بإجراء استفتاء لتقرير مصير الشعب الصحراوي. واختتم النواب 27 من بينهم باتريك ليهي وجيم إينهوف رسالتهم إلى الرئيس جو بايدن بالتذكير بإصرار الشعب الصحراوي وأمله في الولاياتالمتحدة للوفاء بالتزاماتها والمساهمة في ضمان أن يرتقي المغرب إلى مستوى التزامه وتنظيم الاستفتاء والحق في اختيار مصيره بكل حرية".