يعاني قطاع النقل بولاية تبسة، مشاكل كثيرة تراكمت لسنوات، مما جعله أمام تحديات صعبة، في مسعى تحسين الخدمة العمومية للمسافر، خاصة أن الولاية تشهد تزايدا كبيرا في عدد سكانها، ناهيك عن موقعها الجغرافي المميز، كونها ولاية حدودية، حيث أصبح يتردد عليها الزوار من مختلف جهات الوطن وخارجه، فيما يؤكد المواطنون أن مستوى خدمات النقل لم ترق لطموحاتهم عبر جميع بلديات الولاية. يشهد النقل في ولاية تبسة تذبذبا شديدا، خاصة بعد افتتاح القطب السكني الجديد بالدكان، في انتظار افتتاح القطب الجامعي بولحاف الدير، مما سيزيد من تفاقم المشكل، بالتالي استمرار معاناة المواطنين مع العجز المسجل في وسائل النقل، خاصة حافلات النقل الحضري التابعة لمؤسسة النقل الحضري وشبه الحضري، التي تضم حظيرتها حاليا ما يزيد عن 30 حافلة، منها 25 حافة تعمل بصفة دائمة، لكنها لا تغطي احتياجات سكان الولاية، لاسيما أن المؤسسة أضافت خطوطا جديدة للعمل، مست البلديات القريبة من الولاية، على غرار بلديتي بكارية التي تبعد عن مقر الولاية ب10 كلم شرقا، والحمامات ب20 كلم غربا.وحسب ما أكدته مصالح مديرية النقل لتبسة، فإن الولاية استفادت من 15 خطا جديدا، يدخل في إطار مشروع إعادة هيكلة النقل الحضري وشبه الحضري، منها خطان جديدان مخصصان للقطبين السكنيين الدكان وبولحاف الدير. ستمكن هذه العملية التنموية، حسب نفس المصالح، من تحسين وضعية النقل الحضري بالولاية، والمواطن التبسي من الاستفادة من خدمات النقل التي يتمناها، خاصة أنه سيتم أيضا تحسين وضعية كافة أحياء مدينة تبسة التي تعرف نقصا في وسائل النقل، في الوقت الذي صرح العديد من المواطنين، بأن مؤسسة النقل الحضري وشبه الحضري لم تتمكن من تغطية كل الخطوط الحضرية بالولاية، حيث فتحت المؤسسة خطوطا خارجية بكل من بلديات بكارية والحمامات وبئر الذهب، لكن تبقى صورة المواطن وهو ينتظر لساعات طويلة في المحطات، للتنقل من حي لآخر، أو باتجاه وسط المدينة، قائمة كل يوم. أمام هذه المشكلة العالقة والأزمة المستمرة في النقل بتبسة، يبقى المواطن في انتظار تجسيد الوعود المقدمة من قبل مديرية النقل، آملا في تجسيدها، خاصة إذا تعلق الأمر بسكان الأحياء التي تنعدم فيها حافلات النقل، رغم أنها تضم كثافة سكانية كبيرة، على اعتبار أنها من أقدم وأكبر أحياء مدينة تبسة، كحي البساتين (بالمرجة)، حي طريق عنابة وحي البعالة، دون أن ننسى حي القطب الحضري الجديد الدكان، الكائن بأعالي مدينة تبسة، والعديد من الأحياء الأخرى، التي يعاني سكانها الأمرين أثناء التنقل بين أحياء المدينة، بسبب التذبذب الحاصل في وسائل النقل، حيث ينتظرون لساعات طويلة من أجل الظفر بوسيلة نقل تقلهم لمقادهم، في حين تتأزم الوضعية أكثر بعد الساعة الخامسة مساء، وهنا يجد أصحاب سيارات "الفرود" فرصتهم السانحة للتدخل والعمل على مستوى هذه الخطوط، حيث يفرضون أسعارا باهظة لا يقوى عليها أغلب المواطنين.