دعا مدير مهرجان سينما "سان جون دالكونت" للفيلم القصير بإسبانيا، جون رامون روكا، المخرجين الجزائريين الشباب للانضمام والمشاركة في مهرجانه الذي يعنى بالأفلام القصيرة، مؤكدا أمس بقاعة "الموقار" أن حضوره للجزائر يصب في هذا الاتجاه. جون رامون أشار أيضا خلال تنشيطه لنادي السينما الذي عرض ثمانية أفلام قصيرة تمّ اختيارها من مجموع الأفلام التي شاركت في مهرجان "سان جون دالكونت" منذ إنشائه في 2001، إلى أنّه يأمل أن تشهد الطبعة التاسعة للمهرجان التي تنظم من 9 إلى 15 ماي المقبل باسبانيا حضور الأفلام الجزائرية، مؤكدا في سياق متصل أن هدفه من إشراك أفلام من شمال إفريقيا في المهرجان راجع لرغبته في تعريف الجمهور الإسباني بثقافة وخصوصية سكان المغرب العربي الذين يمثلون نسبة عالية من الجالية الأجنبية في إسبانيا قائلا: "لدينا الكثير من الجزائريين الذين يعيشون بمدينة أليكونت والذين نجهل ثقافتهم وتقاليدهم، ونسعى من خلال هذه التجربة إلى التعرف عليهم أكثر". وفي حديثه عن مهرجان "سان جون دالكونت" الذي يعد واحدا من بين 400 مهرجان آخر يهتم بالأفلام القصيرة باسبانيا، أشار المتحدث إلى أنه يستقطب كل الأفلام القصيرة بمختلف أنواعها بما فيها الأفلام المتحركة والتي يتم انجازها على أساس "العجينة" من طرف كل المخرجين الشباب وحتى الطلبة الذين لم يتموا بعد دراستهم شريطة أن تقدم فكرة معينة وأن تقول شيئا ما، مشيرا إلى أن لجنة الاختيار استقبلت حتى الآن 304 أعمال يختار منها 32 عملا فقط للمشاركة في المسابقة الرسمية للمهرجان. مدير مهرجان "سان جون دالكونت" أكد أيضا أن الأساس في اختيار الأفلام المشاركة ليست جودة التقنية بقدر ما هي جوهر الفكرة التي يطرحها العمل، مضيفا أن لجنة المهرجان سبق لها وأن رفضت أفلام عالية الجودة من حيث التقنية لأنها بلا مضمون. وهذا ما لمسه حضور "النادي السينمائي" من خلال الثمانية أفلام التي تم عرضها بالمناسبة بقاعة "الموقار" والمختارة من مجموع ما عرض من أعمال في إطار المهرجان من بينها فيلم "سلفادور" الذي يبدأ بإبراز مجموعة من الناس داخل قطار يتجهون ككل يوم إلى أشغالهم، ثم نسمع ضحكات طفل يلعب مع والده، وبعد فترة يشارك كل ركاب القطار، وبينما هو يلعب يختبأ الطفل عند أحد الركاب الذي تنحدر من عيونه الدموع، لتعود بنا الكاميرا إلى الوراء ونكتشف أن ذلك الشخص إرهابي يحمل معه قنبلة لتنطلق بعدها نشرة الأخبار معلنة عن وقوع انفجار في قطار. فيلم آخر بعنوان "بي 3" اختار فكرة درامية صورت من خلاله جريمة قتل، الفيلم يبرز أولا امرأة شابة على الشاطئ تتجه إلى السباحة وتترك حقيبتها لدى أحد الأشخاص الذين تتوسم فيه الأمانة لكن عند عودتها تكتشف أنه سرقها، عند عودتها إلى المنزل تواجهها العجوز التي تسكن لديها بهالة من الشتائم، بعد حين تتلقى مكالمة هاتفية من طرف الشخص نفسه يخبرها بانه اضطر للذهاب ويعطي لها موعدا للقاء في أحد المقاهي لتسليمها الحقيبة، وقبل أن تخرج تتجه الفتاة إلى العجوز التي كانت نائمة وتسرق منها المال. الفتاة تنتظر طويلا قبل أن تهب مسرعة إلى البيت بعد أن أدركت أن السارق خدعها للمرة الثانية وعند فتحها باب المنزل تكتشف جثة العجوز المقتولة وتحاول بدورها قتل السارق الذي لم يغادر بعد الشقة، لنكتشف في الأخير أن الفتاة هي من قتلت العجوز قبل خروجها. من بين الأفلام المعروضة أيضا "سفر سعيد" وهو فيلم متحرك تناول إشكالية الهجرة وسعي شباب الضفة الجنوبية للاتجاه إلى الشمال، وفيلم آخر استعرض علاقة إبن بوالده ورغبته الدائمة في أن يكون هذا الأب رجلا مثاليا وخارقا، عبر قصة طفل يعشق رجال الفضاء ويتجنب والده الذي يستخف به الجميع بسبب قصر قامته، الأب يحاول أن يستعيد احترام وتقدير ابنه من خلال إيهامه بزيارة الفضاء، فيلم ثالث بعنوان "ايراموس بوكس" الذي سعى إلى إبراز دور المرأة داخل الأسرة الذي لا يتعدى دور الخادمة من خلال قصة ابن ووالده يستيقظان ذات صباح فيجدون أن الأم غادرت المنزل، لا يحاولان استرضاءها لكنهما يتجهان إلى دار المسنين من أجل إحضار الجدة القابعة هناك من أجل القيام بخدمتهما، وفعلا تأتي الجدة التي تعيد ترتيب المنزل الذي تحول إلى خراب بغياب الأم، وبعد فترة يكتشف الأب أن تلك المرأة ليست أم زوجته ورغم ذلك لا يقول شيء... مادامت تقوم بخدمته.... أفكار بسيطة لكنها جميلة طرحتها مختلف تلك الأعمال التي اعتمدت في أغلبها عن عنصر مفاجأة المشاهد ودفعه للتفكير وتتبع الأحداث بدقة. يذكر أن عرض هذه الأفلام التي قدمت في إطار نادي السينما الذي ينظمه الديوان الوطني للثقافة والإعلام يتواصل بقاعة "الموقار" إلى غاية يوم غد 15 أفريل.