كشف محافظ المهرجان السينمائي سان خوان بأليكانت في إسبانيا أن هذه الأخيرة تشمل أكثر من 400 مهرجان وطني ودولي للفيلم السينمائي، تقام على مدار السنة. وقال رامون روكا، إن الهدف من هذه المهرجانات هو فسح المجال للسينما بشكل عام، وللأفلام القصيرة بشكل خاص باعتبارها غير تجارية ولا تعود بالربح على أصحابها، كما أن هذا النوع من الأفلام يجد في المهرجان الفضاء الأنسب للاستمرارية. وأضاف ريمون خلال عرض الأفلام الإسبانية القصيرة، أول أمس، بقاعة الموقار، أن مصير الفيلم القصير هو الموت ما لم يجد فضاءات العرض والبث، مشيرا إلى أن إسبانيا تملك قناتين لبث الفيلم القصير، وهو عدد لا يكفي -على حد قوله- من أجل فسح المجال لكل المواهب التي تعتمد على إمكانات ضئيلة لإنجاز أول خطواتها في المجال السينمائي. كما دعا المتحدث خلال هذا اللقاء الشباب الجزائري للمشاركة في مهرجان سان خوان الذي يشهد استقطاب الكثير من السينمائيين الهواة عبر العالم. الفعالية التي كانت من تنظيم «نادي السينما»، التابع لديوان الثقافة والإعلام، تضمنت عرضا خاصا لثمانية أفلام إسبانية قصيرة تتراوح مدتها الزمنية بين سبع دقائق وثمان عشرة دقيقة، تجمع بين الكوميديا والدراما وأفلام التحريك وكان أهمها فيلم "سلفادور" للمخرج عبد اللطيف حويدار حول تفجيرات مدريد والذي كان يحمل نظرة خيالية للحدث، بعد أن وجدت مصالح الأمن أن إحى الحقائب الممتلئة بالمتفجرات كانت في القطار ولم تنفجر، وربط المخرج ذلك الخبر بأن يكون من ترك تلك الحقيبة هو أحد الركاب، وأنه تأثر بمشهد أحد الركاب كان يلاعب ابنه، لذلك نزل الانتحاري من القطار دون أن يفجر الحقيبة، فحمل العمل قراءتين الأولى أن المخرج جعل للانتحاري مشاعر وأحاسيس والثانية أنه صور الانتحاري على هيئة الإسلاميين. الفيلم المتحرك "رحلة سعيد" للمخرج كوكيه روبوو، الذي يغوص في الكشف عن بعض هلوسات شاب مغربي ينوي الالتحاق بالضفة الأخرى من المتوسط لكنه يكتشف أنه ليس كل ما يلمع ذهبا. من جهته، ينقل فيلم «زامبينيه الكبير» للمخرج لاغيريتا بيريز، نظرة إنسانية حول مختلف طبائع العلاقات التي من شأنها أن تربط بين الأبناء والآباء، حيث يرصد حياة زامبينيه وهو رجل قصير متزوج وله ابن، الذي يخجل من شكل أبيه، ويريد أن يراه بطلا، وهو ما أدى إلى حالة من البرود العاطفي وعدم التواصل تتسرب إلى البيت، ما جعل الوالد يقوم بخطوة جريئة حتى ينال رضا ابنه. في حين ينقل المخرج أنريك غاتو عبر فيلم «تاديو جونس» مسيرة مستكشف منخرط ضمن دوامة قلق نفساني متواصل، ويحكي سيناريو فيلم «الثالثة» لخوزي ماري خوناجا قصة تواصل ودي بين مراهقين اثنين، ويختتم برنامج النادي بعد زوال اليوم بعرض «بيز كوردو» للويس كازال الذي يحكي قصة شاب تائه في البحث عن الحب الضائع.