أكد الكاتب الجزائري حميد قرين أنه يكتب للقارئ الجزائري لا غير، وأنه يتوجه بكتاباته إلى ابن بيئته، باعتبار أن الكاتب في الأصل شاهد عما يحدث في مجتمعه. وكان منتدى "صدى الأقلام" للمسرح الوطني الجزائري قد استضاف هذه المرة الكاتب والصحفي الجزائري حميد قرين، الذي تحدث عن مسيرته الكتابية التي بدأت في مجال الصحافة وانتقلت فيما بعد إلى نطاق الرواية، وانطلقت سفرية قرين مع الكتابة سنة 1986 عندما أصدر كتابا يحكي عن السيرة الذاتية للاعب الجزائري لخضر بلومي، وفي هذا السياق، قال الكاتب أن كتابه الأول عرف انتشارا كبيرا حيث بيعت منه عشرون ألف نسخة وهذا راجع حسبه إلى شهرة بلومي أولا، وإلى المستوى العالي الذي كانت تسبح فيه رياضة كرة القدم الجزائرية. علاقة قرين بالرياضة، نتج عنها صدور سبعة كتب في مدة زمنية لا تتجاوز خمس سنوات، ومن بينها كتاب عن فريق سطيف وعن الملاكمة، كما اشتغل في القناة الثالثة بالقسم الرياضي مدة ثلاث سنوات، وعن هذا يقول: "التحقت بالقسم الرياضي للقناة الثالثة لأن الرياضة في ذلك الزمن كانت المجال الوحيد الذي يتسم بالحرية، رغم أنني كنت مولعا أكثر بالشؤون الثقافية والسياسية، كما أنني خريج معهد علم الاجتماع ومع ذلك فقد كنت أيضا مثل الكثير من الجزائريين يحبون الرياضة". وبعد إنتاجه لسبعة كتب حول الرياضة، انتقل قرين إلى الرواية والكتابات الفلسفية ابتداء من سنة 2004، ومن بينها: "كرونولوجيا الانتخابات"، "عش يومك قبل ليلك"،"الصلاة الأخيرة"،"مقهى جيد" و"ليلة الحنة" التي هي بصدد الإقتباس سينمائيا من طرف رشيد دشمي وبشير درايس رغم الصعوبات المادية التي تعترض تجسيد هذه الخطوة، كما أن هذه الرواية قد تتحول أيضا إلى مسرحية. أما عن ظاهرة الطابوهات، فتحدث قرين عن وجود حواجز أوحدود لكتاباته تضعها زوجته وابنه وأخرى تحكم عليها وظيفته كمسؤول للإعلام بمؤسسة جازي، وينطبق هذا في المجالات التي لا تتعلق بالرواية، في حين أنه في كامل حريته حينما يكتب جنس الرواية. بالمقابل يرفض قرين أن يكتب عن الرياضة في هذا العصر بحكم المستوى الهزيل الذي أصبحت عليه الرياضة في الجزائر وفي هذا الصدد، كشف المتحدث عن حادثة وقعت له حينما طلب منه أن يكتب عن فريق شبيبة القبائل بمبلغ 40 أو50 ألف أورو، ولكنه رفض فهو لا يريد أن يكتب عن الرياضة علاوة على أن منصبه في العمل يجعله لا يتحيز لأي فريق. متى يكتب قرين؟ وماذا تمثل بالنسبة إليه الكتابة؟، يجيب الكاتب الذي يحضر لرواية جديدة بطلها مدير جريدة، أنه يكتب في الليل بعد عودته من العمل وكذا في الصباح الباكر جدا، مستطردا في قوله: "الكتابة حاجة ملحة لي، وهي مصدر سعادة لا تحتسب، أنا أشعر بسعادة غامرة كلما كتبت، الكتابة سعادة وليس لها علاقة أبدا بأي عذاب يذكر"