استضاف أوّل أمس المسرح الوطني الجزائري "محي الدين بشطارزي"، ضمن منتدى "صدى الأقلام"، الكاتب والصحفي محمد بن زيان الذي فتح قلبه للحضور، ليخوض في العديد من المواضيع والقضايا التي كانت تحز في نفسه··· البداية كانت بقراءة لأحد النصوص التي خطّها الكاتب والصحفي محمد بن زيان، ليلقيها بصوته الهادئ والمتردّد على الحضور، الذي تتبّع بانتباه بحث الكاتب الحثيث عن ذاكرة المكان ومحاولة تشريحه أزمة الثقافة والمثقف في الجزائر··· محمد بن زيان أكّد أنّ هناك رغبة مبيتة في تدمير ذاكرة المكان، التي حفظت لسنوات طويلة هوية الجزائر وخصوصيتها من خلال المقاهي والساحات التي كانت تشكّل مكانا لاجتماع الفنانين والمبدعين وفضاء لتبادل الآراء والمعارف· موضّحا أنّ ما تشهده الساحة الثقافية اليوم نتاج تكسيرات متواصلة ومتراصة· ليقوده النقاش إلى تشخيص أسباب غياب معالم ثقافية متّفق عليها بين الجزائريين، ليهتدي بها داخل وخارج الوطن· مؤكّدا أنّ كلّ الشخصيات الأدبية والثقافية الجزائرية على غرار مالك حداد، كاتب ياسين، محمد ديب وغيرهم، تمّ تقليدها إيديولوجيا وإفراغها من معناها الجمالي والأدبي· مشيرا إلى وجود رغبة للتشكيك في كلّ الأسماء خدمة لمصالح ضيقة، على غرار ما حدث مع محمد ديب الذي اتّهم في وطنيته، لا لشيء إلاّ لأنّه يكتب بالفرنسية· من جهة أخرى، تأسّف المتحدث لظاهرة المتاجرة بأسماء الأدباء والمثقفين الذين اغتالتهم أيادي الإرهاب· مؤكّدا بالمقابل أنّ هناك رموزا طمست عمدا وغيّبت عن الساحة الثقافية· وتأسّف ضيف "صدى الأقلام" أيضا، للحال الذي آل إليه اتحاد الكتاب الجزائريين، واصفا إياه بالكارثي، مؤكّدا أنّ ما يقوم به أولئك الكتاب هو فساد الفساد·"صدى الأقلام" كان أيضا فرصة أوّل أمس، كرّم خلاله المسرح الوطني كلّ الفنانات اللواتي شاركن في "شهر مارس للمرأة والإبداع " بمن فيهن فريق مسرحية "بيت برنارد آلبا "، إلى جانب مجموع الفنانات في الرسم والفن التشكيلي···