يدعو المختصون في الطب الوقائي وعلم الأوبئة، إلى التقيد والالتزام بقواعد الوقاية، لتفادي انتشار فيروس "كوفيد 19"، والإقبال على مراكز التلقيح، خصوصا مع ظهور سلالة "دلتا" التي ضاعفت نسبة انتقال العدوى إلى 5 مرات، وصارت عملية محاصرة الوباء صعبة للغاية، في ظل الاستهتار الذي تترجمه سلوكيات الناس السلبية في الميدان. أكد مسؤول الوقاية بمديرية الصحة لولاية الجزائر، الدكتور بوجمعة آيت أوراس، ل"المساء"، أن الوضعية الوبائية التي صارت مقلقة للغاية، لم تؤثر على سلوكيات الأشخاص بالقدر الكافي، حيث لازلنا نرى الاحتفالات والتجمعات والاحتكاكات اليومية بين المواطنين، وكأن الأمر عادي، في حين أن الفيروس صار يودي بحياة الأشخاص بشكل يبعث على التوجس والخوف. أرجع محدثنا -الذي يوجد في عطلة استثنائية- ارتفاع منحى الإصابات، إلى أزيد من 1300 حالة، إلى عدم التزام المواطنين بالقواعد الوقائية، كوضع الكمامة واحترام التباعد الجسدي، والنظافة العامة، خاصة بعدما صار الفيروس أكثر شراسة وانتشارا، حيث بإمكان شخص واحد مصاب بالفيروس المتحور "دلتا" عند الاحتكاك بالآخرين، أن يصيب من 8 إلى 10 أشخاص، بينما كان المصاب بالفيروس غير المتحور يعدي شخصين على الأكثر، عن طريق العطس أو رذاذ اللعاب، والأخطر في ذلك، أن الفيروس المتحور أصبح يصيب فئة الشباب (الأكثر استهتارا)، حيث يرقد الكثير منهم اليوم في قاعات الإنعاش، ومنهم من لقي حتفه. لم يخف الدكتور آيت أوراس، الإرهاق الذي أصاب طواقم الجيش الأبيض، الذي لازال أفراده من أطباء، وشبه طبيين، وممرضين، ومخبريين وإداريين، في الخطوط الأولى، لمواجهة خطر هذا الوباء القاتل، خلال التكفل الصحي بالمرضى، وتقديم كل المساعدات الضرورية، داعيا إلى الشفقة على هذه الطواقم التي أثرت على أفرادها كثافة العمل، والسهر المستمر دون راحة، مما انعكس على صحتهم الجسمية والنفسية. كما دعا المسؤول، المواطنين إلى الإقبال على مراكز التلقيح ضد فيروس "كوفيد 19"، حتى نستطيع أن نخفف من وطأة الوباء، والحصول على مناعة جماعية، مشيرا في هذا الصدد، إلى أن ذلك لا يتأتى إلا بتلقيح 60 إلى 70 بالمائة من السكان، كما ذكر المتحدث، من خلال حملة التلقيح الواسعة التي تشرف عليها مديرية الصحة لولاية الجزائر، بمساعدة الأطقم الطبية وإطارات وأعوان الحماية المدنية، تضاف إلى العيادات ومراكز التلقيح بالخيم، وكذا انتقال الطواقم إلى المؤسسات والهيئات لإخضاع المستخدمين للتلقيح، الذي أصبح ضرورة ملحة، يتعين التسريع في وتيرة تجسيدها. من جهة أخرى، دعا الدكتور آيت أوراس، وسائل الإعلام، إلى نشر المزيد من الوعي وتحسيس المواطنين، أولا بضرورة التقيد بقواعد الوقاية، وثانيا بالإسراع بالتلقيح، لكونه هو الحل المناسب في الوقت الحالي. ويقترح محدثنا نقل قصص حية للمصابين وحتى صور صادمة، لتحريك مشاعر المواطنين ودفعهم إلى التقيد بالسلوكيات الإيجابية، والمساهمة في محاصرة هذا الإرهاب الفيروسي، الذي أتى على الأخضر واليابس، يتسبب يوميا في مآس وأحزان في المجتمعات. للإشارة، كان مختصون آخرون في الطب الوقائي وعلم الأوبئة، من مستشفيات العاصمة، قد أكدوا ل"المساء"، أن الموجة الثالثة ستصل لا محالة، كون الأشخاص استهانوا بالفيروس، وتراجعوا في احترام القواعد الصحية، خاصة عندما نزل عدد الإصابات إلى مستويات قياسية، مقارنة بما يسجل في دول أخرى، لاسيما دول الجوار.