تستأنف حركتا المقاومة الإسلامية "حماس" والتحرير الفلسطيني "فتح" اليوم بالعاصمة المصرية الجولة الرابعة من الحوار الوطني الفلسطيني لاستكمال المباحثات حول المسائل العالقة التي حالت دون توصل الطرفين إلى حد الآن إلى أرضية توافقية تقود إلى إنهاء حالة الانقسام التي شتتت الصف الفلسطيني. وكان وفدا الحركتين افترقا خلال الجولة الأخيرة من دون التوصل إلى أرضية توافقية بخصوص عدد من القضايا التي شكلت عائقا أمام تقدم المباحثات وفي مقدمتها مسألة تشكيل حكومة الوحدة الوطنية والبرنامج الذي من المفروض أن تتبناه إضافة إلى مسألتي قانون الانتخابات وإعادة تفعيل مؤسسة منظمة التحرير الفلسطينية. وهو الأمر الذي دفع بالوسيط المصري إلى تقديم اقتراحات جديدة لتجاوز المسائل الخلافية بين الجانبين وإنجاح الحوار الداخلي الفلسطيني الذي ترعاه القاهرة منذ أسابيع وأمهلت الطرفين مزيدا من الوقت للتشاور والمراجعة نظرا لطبيعة وحساسية هذه القضايا. وكانت القاهرة قررت تعليق الجولة الثالثة من الحوار التي عقدت في الثاني من شهر افريل الجاري، بسبب استمرار الخلافات بين وفدى حماس وفتح، حول البرنامج السياسي للحكومة الفلسطينية المقبلة، ففي الوقت الذي تصر فيه حركة حماس على رفضها تضمين البرنامج السياسي للحكومة الالتزام بالاتفاقيات الموقعة من قبل منظمة التحرير الفلسطينية أو الاعتراف بإسرائيل تصر حركة فتح من جهتها على التزام الحكومة المقبلة بالاتفاقيات التي وقعتها منظمة التحرير حتى تحظى باعتراف المجموعة الدولية. وقدمت مصر مقترحا في مسعى لتجاوز مأزق البرنامج السياسي للحكومة الفلسطينية الانتقالية المقبلة يقضى بتشكيل لجنة فلسطينية مشتركة مكونة من ممثلي الفصائل كإطار تنفيذي ليس لها أية التزامات واستحقاقات سياسية تبدأ عملها فور توقيع وثيقة الوفاق وينتهي عملها بعد إجراء الانتخابات وتشكيل حكومة جديدة. وهو المقترح الذي اعتبرته حركة حماس غير واضح ويتطلب المزيد من الشرح، في حين رحبت به غريمتها فتح وأكدت أنها ناقشت مقترح مصر بشأن الحكومة وطورته وستطرح على الطاولة في الجولة القادمة من الحوار الوطني وتأمل الوصول إلى حل وسط لتجاوز الأزمة. من جانبه، قال خالد مشعل رئيس المكتب السياسي أن حركته "تريد المصالحة مع فتح ومع السلطة الفلسطينية وتريد ترتيب البيت الفلسطيني والخروج من حالة الانقسام على أن تتوحد القوى الفلسطينية ومنظمة التحرير بخيارات داخلية وليست خارجية" مرجعا تعطل الحوار الفلسطيني إلى التدخل الخارجي ومحاولات فرض شروط على الحوار. من جانبه قال نبيل عمرو سفير فلسطين في القاهرة انه "لا مفر من تحقيق الوفاق الفلسطيني وإنجاح حوار القاهرة لأنه الأسلوب الواقعي والعقلاني البديل عن الاقتتال". وأضاف أن منظمة التحرير والسلطة الوطنية "قدمت كل ما هو ممكن" من أجل إنجاح حوار القاهرة وأنه مطلوب من حركة حماس "قراءة الوضع الإقليمي والدولي بشكل صحيح وإعطاء الدعم اللازم لإنجاح الحوار وإنهاء كل الملفات العالقة". وتتولى اللجنة التي اقترحت مصر تشكيلها الإعداد للانتخابات التشريعية والرئاسية بما لا يتجاوز تاريخ ال 25 جانفي 2010 وإعادة بناء الأجهزة الأمنية الفلسطينية تكون بعيدة عن الفصائلية ومعالجة قضايا المصالحة الفلسطينية إلى جانب الأشراف على عملية اعمار غزة بالتعاون مع الهيئات واللجان المخولة وكذا على المساعدات التي تصل إلى القطاع والواردة من الدول والهيئات المختلفة. ويضم وفد حركة فتح أحمد قريع ونبيل شعث وسعدي الكرنز وعزام الأحمد وسمير المشهراوي، فيما يضم وفد حماس موسى أبو مرزوق ومحمد نصر وعماد العلمى ومحمود الزهار وخليل الحية ونزار عوض الله. وكانت الفصائل الفلسطينية قد اتفقت خلال جولات الحوار السابقة بالقاهرة على تطوير وتفعيل منظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني وتحديد موعد الانتخابات الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني بحيث تجرى متزامنة قبل 25 جانفي 2010. كما جرى الاتفاق على تشكيل حكومة توافق وطني انتقالية مؤقتة والتوافق حول عدد الأجهزة الأمنية ومسمياتها ومهامها ومرجعيتها ووضع ميثاق شرف للمصالحة.