افترق الفرقاء الفلسطينيون من جولة الحوار التي جمعتهم بالعاصمة المصرية طيلة أربعة أيام دون اتفاق يشد الانتباه سوى اتفاقهم على عقد جولة حوار خامسة يوم 16 ماي القادم لبحث قضية تشكيل حكومة الوحدة الوطنية التي تبقى العائق الرئيسي أمام التوصل إلى أرضية توافقية تنهي حالة الانقسام داخل البيت الفلسطيني. وأنهت وفود الفصائل الفلسطينية المشاركة في حوار القاهرة أمس جولة رابعة من المفاوضات بإحراز تقدم ملموس بخصوص مرجعية منظمة التحرير الفلسطينية والانتخابات والمسألة الأمنية في حين أجل النقاش حول الحكومة الجديدة إلى جولة قادمة. وقال مصدر فلسطيني أن جولة أمس حتى وإن أسفرت عن التوصل إلى توافق حول بعض القضايا لكنه شدد التأكيد في المقابل إلى حاجة الوفدين لمزيد من التشاور حول ما تبقى من نقاط لم يتم التوصل إلى التوافق التام بشأنها" في إشارة إلى موضوع تشكيل حكومة الوحدة. وذكرت مصادر إعلامية أن الوسيط المصري طلب من الفرقاء الفلسطينيين التوقف نهائيا عن الإدلاء بأية تصريحات إلى حين استئناف الجولة القادمة تمهيدا لعقد الحوار الشامل وتوقيع وثيقة المصالحة والوفاق الوطني بحضور جميع الفصائل الفلسطينية. وقال عزام الأحمد مسؤول حركة فتح أن المحادثات سمحت بتحقيق تقدم حول عدد من القضايا الخلافية في حين وصفت قيادة حركة حماس أجواء الجولة الرابعة بأنها كانت "ايجابية "بالنظر إلى التقدم الحاصل في بعض القضايا. وكان وفدا الحركتين واصلا مفاوضاتهما بالعاصمة المصرية لبحث موضوع الحكومة وبرنامجها السياسي والذي بقي بمثابة العقبة الأساسية للوصول إلى اتفاق نهائي. واستعرضت الحركتان مواقفها من الاقتراحات التي تقدمت بها مصر في جولة الحوار السابقة في الثاني من الشهر الحالي قصد تجاوز الخلاف وتقريب وجهات النظر بين الجانبين حول المسائل العالقة. واستمع المسؤولون المصريون لما طرحه الفلسطينيون من أفكار واستفسارات عن الاقتراح المصري لبحث مدى إمكانية الأخذ بهذه الأفكار لتطوير الاقتراح وبلورته ليصبح مقبولا من الطرفين. وتطالب حماس بتشكيل حكومة فلسطينية دون تحديد برنامج سياسي لها وأن تكلف بتوحيد المؤسسات الأمنية في الضفة الغربية وقطاع غزة والإعداد للانتخابات الرئاسية والتشريعية في مطلع السنة القادمة وإعادة إعمار القطاع. بينما تدعو حركة فتح الى حكومة مقبولة دوليا وتتعاطى مع الرباعية الدولية ليكون ممكنا رفع الحصار عن قطاع غزة وإعادة إعماره. وحث الجنرال عمر سليمان مدير المخابرات المصرية خلال اجتماعه بوفدى الحركتين على ضرورة التوصل إلى اتفاق ينهى حالة الانقسام بين الضفة الغربية وقطاع غزة من خلال تشكيل حكومة فلسطينية جديدة تتولى مسؤولية إعادة الإعمار والإعداد للانتخابات التشريعية والرئاسية القادمة. تزامنا مع ذلك أكد مصدر رسمي في حكومة تصريف الأعمال الفلسطينية عدم وجود قرار رسمي أو نهائي من الرئيس الفلسطيني لتشكيل حكومة جديدة أو إدخال تعديلات على الحكومة الحالية إثر استمرار تعثر الحوار الفلسطيني في القاهرة. وكانت مصادر سياسية في القيادة الفلسطينية أفادت بأن الرئيس عباس يسعى لتشكيل حكومة جديدة في غضون عشرة أيام أي قبل زيارته المقررة للبيت الأبيض تلبية لدعوة الرئيس الأمريكي باراك اوباما. مقابل ذلك دعا خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" أمس الولاياتالمتحدةالأمريكية إلى ممارسة ضغوط على إسرائيل لحملها على تنفيذ حل إقامة الدولتين. وقال مشعل في تصريحات لصحيفة "فرانكفورتر تسايتونغ" الألمانية أنه "في الوقت الذي تتحدث فيه الولاياتالمتحدة عن تغيير الوضع في المنطقة استثنت حماس من المحادثات بالرغم من أنها عاملا مهما بالنسبة للقضية الفلسطينية". وأكد مشعل أنه "لا يرفض من البداية أي مفاوضات أو مباحثات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو باعتبار أن ما يهم هو مضمون هذه المفاوضات".