بدأ الفلسطينيون العام الجديد بخلافات حادة وقتلى جدد سقطوا برصاص بعضهم البعض وجعلت امكانية التوصل إلى حل لخلافاتهم بعيدة المنالفقد لقي ثمانية فلسطينيين مصرعهم وأصيب العشرات في مواجهات دامية نشبت مساء أول أمس، بين عناصر شرطة حكومة اسماعيل هنية المقالة وأنصار حركة فتح في قطاع غزة إثر منع الأولى حركة فتح من تنظيم مظاهرات احتفالا بالذكرى ال 43 لتأسيسه· وفي سياق تبادل الطرفين لمسؤولية ما حدث، قال اسلام شهوان المتحدث باسم الشرطة التابعة لحركة حماس، أن الاشتباكات وقعت أثناء قيام أفراد الشرطة بتفريق تجمع غير قانوني لعناصر من حركة فتح وفوجئت بإطلاق النار ضدها تلاه تبادل لإطلاق النار مما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص من بينهم شرطي· وأشار إلى أن شرطة "حماس" احتجزت واعتقلت عشرات الشبان في مناطق مختلفة من قطاع غزة لخرقهم القانون· من جهته أعلن القيادي بحركة الجهاد الاسلامي خالد البطش، أن الفصائل الفلسطينية نجحت في تطويق الأزمة بين الحركتين المتنازعتين· وجاء وقوع هذه المواجهات الدامية بعد لحظات فقط من الدعوة التي أطلقها الرئيس الفلسطيني محمود عباس من رام الله بمناسبة إحياء الذكرى ال 43 لتأسيس حركة فتح باتجاه غريمتها حركة حماس لإعادة فتح الحوار والخروج من الأزمة القائمة والتي أدت إلى تقسيم الشمل الفلسطيني·ودعا الرئيس عباس حركة "حماس" لفتح صفحة جديدة مبنية على شراكة في الحياة على أرض الوطن والكفاح من أجل تحريره· وقال أنه لا مجال لأي طرف لكي يكون بديلا عن الطرف الآخر ولا مجال لمصطلح الانقلاب أو الحسم العسكري، في إشارة إلى سيطرة حماس على قطاع غزة منذ منتصف جوان الماضي· لكن دعوة الرئيس الفلسطيني حركة حماس للحوار ربطها بشروط حيث طالب هذه الأخيرة بالتخلي عن سيطرتها الأمنية في قطاع غزة، واقترح كحل لإنهاء الأزمة إجراء انتخابات مسبقة، وهو الأمر الذي رفضته حركة حماس جملة وتفصيلا، وقالت أنها ترحب بدعوة الرئيس عباس لفتح صفحة جديدة والعودة للحوار لكن دون أية شروط مسبقة في إشارة واضحة الى رفضها التخلي عن سيطرتها الأمنية في قطاع غزة· وقال محمود زهار القيادي البارز بحركة حماس، أن الرئيس عباس كرر نفس خطاباته السابقة فهو يريد حوارا بشروط مسبقة وهو مالا نقبله أبدا واعتبر خطابه أول أمس بمناسبة إحياء الذكرى ال 43 لتأسيس حركة فتح تحريض على العنف ويساهم في خلق جو متوتر مستدلا في ذلك بالأحداث الدامية التي شهدها قطاع غزة مساء الإثنين· وقال الزهار برفض حركة حماس إجراء انتخابات مبكرة للخروج من الأزمة وهو ما يبقى القبضة قائمة بين الإخوة الأعداء والتي يبدو أن حلها لن يكون في المستقبل القريب في ظل استمرار تمسك كل طرف بمواقفه المتصلبة وإلقاء مسؤولية التوتر داخل الشارع الفلسطيني على الطرف الآخر·