عاشت مدينة رفح في جنوب قطاع غزة نهاية أسبوع دامية في مواجهات مسلحة غير مسبوقة بين قوات حركة حماس وتنظيم جند أنصار اللّه المتطرف، خلفت مقتل 24 مسلحا من هذا التنظيم السلفي وإصابة أكثر من 130 شخصا آخر بجروح متفاوتة وصفت حالة أربعة منهم بالميؤوس منها. وكانت هذه المواجهات التي استعملت فيها الأسلحة الرشاشة وقذائف "الأر. بي .جي" المضادة للمدرعات اندلعت مساء الجمعة ولم تتوقف إلا في صبيحة نهار أمس بعد أن تمكنت قوات الحكومة المقالة في قطاع غزة من القضاء على قائد هذا التنظيم المسلح. وكانت قوة حركة المقاومة الإسلامية حاصرت مسجدا في مدينة رفح استخدمه مسلحو جند أنصار اللّه المحسوب على تنظيم القاعدة معقلا لهم منذ صباح الجمعة قبل أن تشن هجومها النهائي ليلة الجمعة إلى السبت، مما أدى إلى مقتل 24 مسلحا في حصيلة أكدت مصادر استشفائية بالمدينة أنها مرشحة للارتفاع بسبب الإصابات الخطيرة لبعض الجرحى. وتمكنت قوات الحكومة المقالة في قطاع غزة من القضاء على هذا التنظيم المعادي لها بعد مقتل قائده المدعو عبد اللطيف موسى المعروف بمواقفه المتشددة إزاء حركة حماس وموالاته لتنظيم القاعدة. وكشف مسؤول عن وزارة الداخلية التابعة لحركة حماس أن المواجهات استمرت لعدة ساعات في داخل الأنفاق السرية المقامة بين مدينة رفح والأراضي الفلسطينية على طول الحدود المصرية. وقالت مصادر طبية فلسطينية إن قائد تنظيم جند أنصار اللّه الروحي عبد اللطيف موسى ومساعده وقائد التنظيم العسكري ابو عبد الله الاسوري لقيا حتفهما عندما فجرت قوات حركة حماس منزلا لجأ إليه في مدينة رفح. وقال شهود عيان إن قوات حركة حماس استعملت الأسلحة الثقيلة خلال هجومها النهائي على المسجد الذي احتمى فيه عناصر جند أنصار اللّه. كما قتل في هذه المواجهات خمسة من شرطة حركة حماس كان من بينهم محمد الشمالي قائد الجناح العسكري للحركة في جنوب قطاع غزة وأصيب عشرة آخرين. وفي أول رد فعل على هذه المواجهات اتهمت حركة المقاومة الإسلامية حماس أمس أجهزة الأمن التابعة لغريمتها حركة فتح بإقامة علاقات مشبوهة مع هذا التنظيم المسلح من اجل زعزعة استقرارها في قطاع غزة. وقال طاهر النونو الناطق باسم حركة حماس أن عناصر هذا التنظيم وأجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية يتعاونون فيما بينهم خارقين كل القوانين المعمول بها من اجل زرع البلبلة واللاأمن في قطاع غزة. وأرجعت عدة مصادر فلسطينية تدهور العلاقة بين حركة حماس وهذا التنظيم المسلح إلى اتهامات هذا الأخير لحركة المقاومة الإسلامية بالتساهل في تعاملاتها فيما يتعلق باحترام الأخلاق العامة في قطاع غزة وعدم ردعها بالكيفية اللازمة لكل التجاوزات الحاصلة في هذا الجزء من الأراضي الفلسطينية. وحسب خبراء أمنيين فلسطينيين، فإن التنظيم يضم في صفوفه عشرات المسلحين ومئات المتعاطفين وكان ينشط بشكل كبير في جنوب قطاع غزة وخاصة في مدينتي خان يونس ورفح على الحدود المصرية. ويتبنى هذا التنظيم مواقف متشددة إلى درجة أنه هدد أصحاب مقاهي الانترنيت بحرقها إن لم يقوموا بإغلاقها وكذا منع السباحة في المنتجعات الصيفية وخاصة بالنسبة للإناث.