تسابق المنظمة الوطنية لحماية وإرشاد المستهلك الزمن، هذه الأيام، لإطلاق حملتها التحسيسية التقليدية حول مخاطر الاختناق بأحادي أكسيد الكربون، حيث ارتأت المنظمة إطلاق هذه الحملة قبل حلول فصل الشتاء، نظرا للخطورة التي يشكلها الاستعمال الخاطئ لأجهزة التدفئة، التي تتسبب كل سنة، في مئات الوفيات، نتيجة الاختناق بسبب أحادي أكسيد الكربون. لا تزال حوادث اختناقات غاز أحادي أكسيد الكربون تقتل الجزائريين سنويا، بسبب إهمال الإجراءات الوقائية البسيطة، التي بإمكانها أن تنقذ حياة مئات المختنقين عبر كافة أنحاء الوطن، ومن كل الأعمار، رغم الحملات التوعوية التي جند لها مختلف الفاعلين في قطاعات مختلفة. أكد القائمون على الحملة، أن تنظيم هذه التظاهرة قبل أوانها، كفيل بتحسيس الفرد قبل فوات الأوان، حيث سيمنح ذلك المواطن، الوقت الكافي لمراجعة وصيانة أجهزته، قبل أن يقع ضحية المشاكل المرتبطة بها، بسبب عطل أو عطب بها. جاء التركيز في هذه الحملة، حسب بيان المنظمة، على الخطورة المحدقة بالمواطن مع كل فصل شتاء، في وقت شرع البعض حاليا في استعمال أجهزة التدفئة، مع الانخفاض النسبي لدرجات الحرارة، وأشار المصدر، إلى أن السلطات العمومية تلح على ضرورة تكثيف هذا النوع من الحملات، التي من شأنها نشر الوعي المرتبط بالاستعمال الحسن لأجهزة التدفئة، كما تأتي هذه الخطوة عقب الارتفاع المتواصل لحالات الاختناق بالغاز المحترق في السنوات الأخيرة. ستمس الحملة التي ستنطلق رسميا مع بداية موسم الشتاء و البرد، العديد من الساحات العمومية وكذا المؤسسات التعليمية، للتحسيس بأكبر قدر ممكن من المجتمع، لاسيما فئة الأطفال الذين لابد أن يدركوا ماهية أحادي أكسيد الكاربون و مخاطره على الصحة، وكيف يتم تجنب تلك المخاطر. تبقى التهوية، حسب المنظمة، ضرورية دائما عند استعمال المدفئة، للوقاية من خطر الاختناق بالغاز وتفادي هذه الحوادث أو التقليل من وطأتها والآثار الناجمة عنها، وأن جعل هذه الحملات التحسيسية، حسب بيان المنظمة، بغية توعية الفرد وغرس ثقافة وقائية، وتبيان القواعد والمقاييس الأمنية الواجب اتباعها، من خلال العمل، بالتنسيق مع الإعلام عبر الوسائل السمعية البصرية والمكتوبة، لإبلاغ الرسالة للمجتمع. كما أوضح المصدر، أن الحملة ستتم بمشاركة مصالح "سونلغاز"، التجارة، الجمعيات وكل الفاعلين في الميدان، وكذا التنسيق مع المصالح الأمنية ووحدات الحماية المدنية، التي تعد أول متدخل في حال وقوع هذا النوع من الحوادث. للإشارة، تم تسجيل وفاة 201 جزائري اختناقا بالغاز، خلال السنة الفارطة، منذ بداية جانفي إلى غاية 13 ديسمبر 2020، فيما سجلت المصالح ذاتها، إسعاف 687 شخص اختنقوا بغاز أحادي أكسيد الكربون، من أصل 4350 تدخل لمصالح الحماية المدنية عبر كامل التراب الوطني.