شهدت غابة حاج بابا على طريق بلدية عين السمارة بولاية قسنطينة، بحر الأسبوع الجاري، انطلاق عملية تشجير واسعة بمناسبة اليوم الوطني للشجرة (إعادة تأهيل المنظومة الإيكولوجية الغابية)، المصادف ل 25 أكتوبر من كل سنة، شملت غرس 5 آلاف شجيرة؛ تمهيدا لبرنامج متواصل إلى غاية 2022، يستهدف غرس أكثر من 50 هكتارا من الغطاء النباتي. أعطى والي قسنطبنة السيد مسعود جاري، إشارة انطلاق عملية التشجير، مؤكدا أن مثل هذه المبادرات من شأنها أن تعيد الغطاء الأخضر إلى الولاية في المناطق التي تضررت من الحرائق خلال فصل الصيف الفارط، وحتى الصيف الذي قبله، مطالبا مديرية الغابات بمرافقة الجمعيات النشطة في هذا المجال، وتوسيع مجال الغرس لأكثر من 50 هكتارا المستهدَفة في هذه العملية. وحسب الوالي، فإن قطاع الغابات يُعد من القطاعات الهامة والحساسة، وثروة طبيعية يجب المحافظة عليها للأجيال المقبلة، وعليه وجب على المديرية الوصية - حسب الوالي - مضاعفة مجهوداتها، لغرس مساحات أكبر وفق برنامج يشمل مختلف مناطق الولاية، وعلى رأسها المساحات التي تعرضت لأضرار بفعل الحرائق، أو المساحات التي عرفت ظاهرة التعرية وحتى المساحات الجرداء والأراضي البور. ومن جهته، أكد محافظ الغابات بولاية قسنطينة عواد بوعلام، أن هذه الحملة الوطنية التي جاءت بالتنسيق مع مختلف الفاعلين على غرار الكشافة الإسلامية الجزائرية، والحماية المدنية ومختلف الأسلاك الأمنية بالإضافة إلى جمعيات المجتمع المدني، بهدف تعويض خسائر الغابات بفعل الحرائق، مضيفا أن ولاية قسنطينة خسرت خلال الصيف الفارط، أكثر من 83 هكتارا من المساحة الغابية. وحسبه، فإن هذه المبادرة التي جاءت تحت شعار "من أجل عمل مشترك لتشجير الفضاءات المتضررة"، شملت غرس العديد من أنواع الأشجار، وعلى رأسها الصنوبر الحلبي، والخروب، والصنوبر الثمري، والسرول، وعدد رمزي من أشجار الزيتون؛ قصد تعويض المساحات المحروقة، والحفاظ على رئة الولاية. وكشف محافظ الغابات بولاية قسنطينة، عن إبرام اتفاقيات شراكة مع 18 جمعية نشطة في مجال البيئة والغابات، وفق دفتر شروط معيّن، وعلى رأسها فيدرالية الجمعيات التي تضم تكتّل 9 جمعيات فاعلة، وكذا الجمعية الوطنية لترقية الاستثمار وتطويره؛ من أجل غرس أكثر من 53 هكتارا من المساحات عبر مختلف غابات ولاية قسنطينة، حيث تنص الاتفاقية، حسب نفس المسؤول، على تكفل الجمعيات المعنية والتي لها خبرة في الميدان، بالأشجار المغروسة، ومتابعتها والعناية بها، وحراستها من كافة الأضرار التي من المحتمل أن تصيبها خلال مراحل النمو؛ في خطوة لإعطاء عملية التشجير أكبر نسبة من النجاح.