تحت شعار»شعب لا يقهر« نظمت ملحقة متحف المجاهد بالرغاية أمس، بقاعة سينما الجزائرية، ندوة تاريخية احتفالا بالذكرى ال 64 لمجازر 8 ماي 1945 والتي تعتبر محطة هامة في تاريخ الجزائر المعاصر، إضافة إلى كونها دليلا ناصعا على همجية الاستعمار الفرنسي في الجزائر. ترأس الندوة الأستاذ عبد الحيظ أمقران والذي يعتبر شاهد عيان على مجازر سطيف. فصل المتدخل الأحداث التاريخية منذ الحرب العالمية الأولى التي قدم فيها الشعب الجزائري تضحيات كبرى في صفوف الحلفاء مكنت لفرنسا من التوسع عبر مناطق مختلفة من العالم، ونفس الحال حدث في الحرب العالمية الثانية، حيث دفع الجزائريون دماءهم من أجل انتصار الحلفاء، إضافة إلى الظفر باستقلالهم الوطني على اعتبار أن الحلفاء وعدوا الشعوب المساهمة في هذا التحرير بالاستقلال وهوالأمر الذي وفت بريطانيا به مع بعض مستعمراتها بينما تنكرت له فرنسا بعد انتهاء الحرب. للإشارة فقد تكونت سنة 1944 بالجزائر أول جبهة جزائرية تضم كل المناضلين الجزائريين وسميت بمؤتمر أحباب البيان والحرية وأمضت بيانا شهيرا قدم للحلفاء تطالب بالاستقلال، لكن فرنسا كانت تطبخ المؤامرة في صمت. في 8 ماي وكباقي شعوب العالم خرج الجزائريون للاحتفال بانتصار الحلفاء على النازية ومعهم 500 ألف مناضل من أحباب البيان والحرية، ومما رواه الأستاذ امقران أن المظاهرات التي شهدتها مدينة سطيف والتي شارك فيها أكثر من 10 آلاف متظاهر انطلقت من مسجد المحطة ويومها أوصى المؤطرون من المناضلين ان تكون هذه المظاهرات سلمية لا تحمل فيها السكاكين ولاحتى العصي على الرغم من التواجد المكثف للقرويين والفلاحين في ذلك اليوم الذي كان يوم سوق أسبوعي (سوق الثلاثاء)، ووصلت المسيرة الى غاية ما كان يمسى بمقهى باريس ( قرب دار البلدية حاليا) وكان الجزائريون يحملون بطلب من الحركة الوطنية السياسية آنذاك الأعلام الأمريكية والانجليزية والفرنسية وهي أعلام الحلفاء، وكان الشاب الكشاف سعال بوزيد يحمل العلم الجزائرى، فطلب منه مفتش الشرطة رمي العلم الوطني إلا أنه رفض مرارا فأطلق عليه الرصاص وقتله وهنا ظهرت أولى خيوط المؤامرة الفرنسية، حيث قررت فرنسا الانتقام مستخدمة آلتها العسكرية من طائرات ودبابات وبوارج بحرية لقتل العزل وتدميرالقرى (45 قرية دمرت)، إضافة إلى الزج بمائة مسؤول سياسي بالسجن منهم مصالي الحاج وفرحات عباس والبشير الابراهيم، وأعدمت 21 مناضلا وسجنت 5 آلاف جزائري وتوسعت العمليات الى غاية نهاية ماي. ذكر الأستاذ امقران الشاهد على المجازر ( كان حينها طالبا بالمدارس الحرة بسطيف) أن الجنرال الفرنسي الذي تولى عملية تصفية الجزائريين العزل وهو »دوفال« كتب إلى مسؤوليه بباريس من مدينة قسنطينة قائلا »ضمنت لكم الهدوء والتهدئة في صفوف الشعب الجزئري لمدة 10 سنوات قامدة وقضيت على الوطنية الجزائرية في عقر دارها. لكن عكس هذه التوقعات كان ال 8 ماي 1945 المؤسس الجدّي لثورة الفتاح نوفمبر التي حققت لكل شهداء الجزائر حلمهم بالاستقلال، وطبعا كانت البداية في فيفري سنة 1947 عندما تأسست المنظمة العسكرية السرية »لوس«. على هامش الندوة قدم السيد لعروسي محمد من قسمة المجاهدين بالعاصمة وملاكم سابق شهادته ل »المساء« عن مظاهرات الفاتح ماي بالعاصمة سنة 1945 والتي انطلقت من حي باب الواد في اتجاه ساحة العربي بن مهيدي ( ديزلي سابقا) شارك فيها ألف متظاهر عاصمي أغلبهم من حي القصبة إلا أن الرصاص الفرنسي كان بالمرصاد وخلف 4 شهداء أسماؤهم اليوم منفوشة على جدارية بشارع العربي بن مهيدي.