كشف وزير الفلاحة والتنمية الريفية السيد رشيد بن عيسى أمس عن اتفاقيات مستقبلية مع المؤسسة العسكرية لصناعة الطائرات بغرض فتح وحدة جوية للطائرات الصغيرة لمراقبة المساحات المزروعة وإشراكها في معالجة الأراضي الفلاحية التي تقع في المناطق الجبلية، بالإضافة إلى مكافحة حرائق الغابات، وأكد ممثل الحكومة توفر كل الإمكانيات للاستجابة لطلبات المواطنين من المواد الفلاحية خلال شهر رمضان الكريم، مع تجهيز المخازن الكبرى لاستقبال منتوج القمح للموسم الفلاحي الجاري بعد تحويل كميات الشعير المخزنة إلى مخازن في الجنوب ونقاط بيع الجديدة بمناطق السهوب. استغل وزير الفلاحة والتنمية الريفية فرصة افتتاح الطبعة العاشرة للصالون الدولي لتربية الحيوانات والتجهيزات الفلاحية ''سيبسا اغريسيم ''2010 لحث المشاركين الذين زاد عددهم عن 300 منهم 180 عارضا أجنبيا، على ضرورة التقرب من مهني القطاع لتقديم الأحسن والأجود مع ضمان نقل الخبرة والتدريب على التجهيزات الفلاحية العصرية للفلاح والمربي البسيط، في حين ركز ممثل الحكومة على نشاط المخابر البيطرية التي يجب أن تعصرن تقنيات التلقيح الاصطناعي بالنسبة للأبقار الحلوب والأغنام مع ضمان المحافظة على الأصناف المحلية، التي تبقى الأحسن من ناحية إنتاج الحليب واللحوم الحمراء وذلك من خلال العمل الجواري مباشرة مع الموال واستغلال التكنولوجيات الحديثة. ملحا على استغلال طاقات تصدير الأدوية البيطرية المصنعة محليا إذا سمحت الفرصة. وبجناح ''مجمع بروتون'' الفرنسي ألح الوزير على ضرورة الإسراع في مشاريع مرافقة مربي الأبقار الحلوب ونقل الخبرة والتجربة عبر تجهيزات الإنتاج وجمع الحليب التي تتم اليوم على مستوى ثلاث ولايات هي البليدة، غيليزان وسوق أهراس، حاثا مسؤول المجمع على تعميم النشاط على 20 ولاية أخرى قبل نهاية السنة الجارية حسب الاتفاق، علمنا أن المجمع اليوم ينشط تحت غطائه 20 مؤسسة فرنسية تختص كل واحدة منها في توفير تقنيات وتجهيزات خاصة لتطوير وعصرنة قطاع تربية الأبقار الحلوب. ومن مجمل ما ركز عليه ممثل الحكومة تطوير الغذاء الحيواني الذي يجب أن يبقى طبيعيا، بالإضافة على عصرنة الجرارات والحاصدات بما يخدم انشغالات الفلاح الذي أصبح اليوم يطالب بالنوعية والجودة. وأشار المتحدث إلى أن مثل هذه التظاهرات تقرب ما بين الفلاح من منتج ومصنع ومحول وحتى الممون وهو ما يخدم نشاط الشعب المتعددة المهن، وهذا بغرض بلوغ مستوى الاستغلال العقلاني للإمكانيات المتاحة خاصة في الوسط الريفي الذي يجب إدراجه ضمن قافلة التنمية المحلية للبلاد. وعلى هامش حفل التدشين اطلع ممثل الحكومة على إنتاج المؤسسة العسكرية لإنتاج الطائرات التي تشارك بطائرتين صغيرتين صنعت خصيصا للقطاع الفلاحي، حيث كشف العقيد زياني بونور أن تكلفة إنتاجها لا يزيد على 26 مليون دج، وهي على شكلين الأول يسمح بالملاحة الجوية في المناطق النائية ذات التضاريس الصعبة والثانية من الحجم الأكبر يمكن لها معالجة 300 هكتار في الخرجة الواحدة التي تدوم ل50 دقيقة من الطيران. وبعين المكان أعلن وزير الفلاحة عن الدخول في اقرب وقت في محادثات مع المؤسسة بغرض إنشاء وحدة جوية تابعة لوزارة الفلاحة تسند لها مهام المراقبة الجوية للأراضي الفلاحية خلال حملات الإحصاء ومتابعة تقدم البرامج مع استغلالها في عمليات معالجة الأراضي الفلاحية ومكافحة الجراد والحرائق مستقبلا، كاشفا ''أن المشروع قديم وحان الوقت لإعادة فتحه، ونحن عازمون على إنجاح كل المخططات الفلاحية وتشديد المراقبة والمسايرة الميدانية''. وبخصوص الاضطرابات الجوية الأخيرة وتضرر الفلاحين من الأمطار والبرد الذي تساقط على الولايات الشمالية خلال الأيام الفارطة أكد ممثل الحكومة أن منتوج القمح لم يتضرر من التغيرات المناخية الأخيرة، مشيرا إلى بعض الخسائر لدى عدد ضئيل من الفلاحين إلى أن ''من كان مؤمنا فبمقدوره استعادة ماله، ومن لم يكن فسيكون الوضع درسا له في المستقبل. وتحضيرا لشهر رمضان طمأن السيد بن عيسى المواطن الجزائري بتوفير كل طلبات السوق الوطنية من المنتجات الفلاحية بعد أن طلب من الغرف الوطنية للفلاحة السهر على توفير كميات إضافية من منتوج الطماطم والبطاطا وعدد من المنتجات التي يكثر عليها الطلب في هذه المناسبة، وبخصوص اللحوم الحمراء فقد ارجع الوزير إشكالية تذبذب الأسعار إلى مضاربة السوق بسبب الفوضى التي تعرفها المذابح، وهي النقطة التي سيتم استدراكها عبر نظام ضبط الأسعار التي أقرته وزارة التجارة، بالإضافة إلى مشروع انجاز 3 مجمعات كبرى للذبح عبر الوطن لتدعيم إنتاج اللحوم الحمراء على أن يقوم المهنيون عبر فرع اللحوم الحمراء والبيضاء بتنظيم أنفسهم في اقرب وقت. وعن التحضيرات الجارية لتوفير المخازن بالقدر الكافي لتخزين منتوج القمح لهذا الموسم. كشف وزير الفلاحة عن الشروع في نقل كميات الشعير المخزنة إلى مخازن جديدة في الجنوب بعد أن تم تجهيزها مع فتح نقاط بيع إضافية عبر المناطق السهبية لتقريبها من الموال، على أن تخصص مخازن الولايات الشمالية لاستقبال منتوج القمح في أحسن الظروف.