تألق المخرج دريس بن حديد فى عرضه الأخير"إيغوما" الذى شارك به فى المهرجان الوطنى للمسرح الجزائرى ، المخرج الذى يبحث عن الأصل فى النص ويختار من الممثلين الوجوه القديمة التى عانقت الركح وعادت إليه ، إنه ابن ولاية تندوف الدى جمع مابين التأيف والإخراج والإدارة الفنية لجمعية النسور للمسرح ، من بين العناوين التى حملت توقيعه "الأرواح الطيبة" "البقايا" "وجع" " هاملت" "المرأة اللغز" " ورقة حب منسية" " ولا في الأحلام" " إنغوما" واعتبر ضيف صفحة المسار الثقافى أن "الأرواح الطيبة ووجع العشاء الأخير " عرضان يبقيان الأهم فى مسيرته كونهما افتكا الجوائز فيما اعتبر ايضا نص "الهربة تسلك" و"في زاوية غرفة ""وقصة رصيف "من أحسن النصوص وخاض ضيفنا الكتابة للطفل فى عدة عناوين ، "في الأحلام والورطة الممتعة "و"السندباد البحري".. ليقف بنا فى أهم محطات عمره الفنى حيث أخرج "المراة اللغز "مع المسرح الوطني الصحراوي ومسرحية "وجع "التي حازت على ثلاثة جوائز وهي أحسن نص وأحسن سبنوغرافيا وأحسن عرض متكامل وكذا مسرحية هاملت إعداداً وإخراجاً وتمثيلاً وتحدث فى سياق متصل عن واقع المسرح في الجزائر وقال أنه في أحسن أحواله أحياناً و في أسوءها أحيانا أخرى نظرا لحالة التذبذب للعامل البشري والمادي و إلى ظرف المسرح الجزائري ولكن يبقى من أقوى المسارح العربية رغم وجود العديد من الطابوهات خاصة في الكتابة ومع وجود بعض التجارب في الإقتباس بعضها محترم جداً والبعض الأخر متواضع المسار العربى :المخرج المسرحى دريس بن حديد غاص وعاد وهو يحمل بجعبته مسرحية شارك بها فى المهرجان الوطنى للمسرح المحترف فى مشاركة خارج المسابقة الإبتعاد عن الإقتباس والحصول على نص أصلى ،كان هدفكم؟ المخرج دريس بن حديد:أكيد طبعاً ،كان الهدف الحصول على نص أصلي والإشتغال عليه ومن هنا بدأت رحلة البحث لأجد نص جمع بين الكتابة الأصلية لمدرسة كانت حكراً على بعض الكتاب الغربيين وكانت كتاباتهم لهذا النوع من الصعب الأقتباس منها فما بالك الكتابة فيها ومجاراتها بل وتحديها وأقصد هنا مدرسة العبث وحين نقول ذلك فيجب أن نذكر صوميل بيكيت ويونيسكو… لكن هذا النص الاصلي الذي عثرت عليه كان لكاتب جزائري وهو الكاتب محمد الكامل بن زيد فكان نص يتنفس كلما أوغل القاريء في كشف مابين سطوره وتحث كلماته على وضعه على الخشبة والبحث عن آليات تحقيق دلالاته وتجسيدها على الركح دون المساس برموزه وتحضرني هنا جملة يتم تداولها بين المخرجين وهي أن النص الذي تحبه قم بإخراجه فوراً وهذا ما فعلته مع نص إنغوما المسار العربى :العنوان الذى حمله العرض يبدو أمازيغى ،،هل العرض من التراث الأمازيغى ؟وماذا أراد الكاتب قوله وكيف كانت رؤيتكم للفكرة وتجسيدها على الركح؟ المخرج دريس بن حديد:العنوان إنغوما أصله إسباني ويعني الشيطان الذي يسرق أحلام الأطفال ويعود لأسطورة تقول أن طائفة من عبدة الشيطان تدفع بالأطفال لتذبح كقرابين للتقرب من الشيطان وهو ما جسده الكاتب بحديثه عن إختفاء الأبن الصغير لشخصية الساعاتي التي كان إختيار مهنته في قمة الذكاء لإرتباطها الوثيق بخاصية الزمان والأنتظار ليتجاوز بذلك أكثر من حصر الأنتظار في مسألة إختفاء إبنه بل يتجاوز ذلك بإنتظار كل شي.. السعادة.. الموت.. الخلاص.. العبور… تحقيق الأحلام… الخ أما عن أمازيغية العنوان فلا أستبعد إمكانية ذلك لأن الحضارة الأمازيغية ضاربة في القِدم وموغلة في التاريخ وبخاصة في الثقافة وعالم الأساطير المسار العربى:لنتحدث عن اختيار الممثلين ,وجوه قديمة لعرض جديد ،تكررت هذه الجملة ،من هم هؤلاء الممثلين الذين اختارهم المخرج دريس بن حديد؟؟ المخرج دريس بن حديد:هي وجوه كانت عاشقة للركح ثم عزفت عن معانقته ولكل من الممثلين أسبابه لكن ولأن للمسرح سحر عظيم حن الأثنان للعودة للخشبة وكان القرار والرغبة عن سبق الأصرار والترصد ما جعلني أقدم لهم النص الذي ترددت كثيراً في إختيار من يجسده تمثيلياً ولأنني أحسست أن مصطفى محمد وبهاها سويد أحمد وبلزغم الشيخ سيكونون أمناء في الحفاظ على أفكاره وإسقاطاته وسيكونون حريصين على التدريبات بالنظر لإحترافيتهم وحبهم الكبير للوقوف مرة أخرى فوق خشبة المسرح وهذا ما كان فعلاً المسارالعربى: عودة الوجوه القديمة ومخرج شاب متمرس وجمعية النسور ،الا تشكلون بهذا الإتحاد قوة لعودة المسرح فى جنوبنا الكبير؟ ماهى آفاق هذا الإتحاد فيما يخص تفعيل الفعل المسرحى مستقبلا؟ المخرج دريس بن حديد:أكيد حتى أن البعض لقبنا بالمثلث خاصة أنني عملت معهم كممثل قبل أن أتجه إلى الإخراج لنلتقي بعد غياب طويل على نفس الركح مسرح النسور لكن أنا كمخر ج وهما كممثلين أما عن عودة النسور فهذا أصبح واقع ونسعى من خلاله لعودة أمجاد هذه الفرقة العريقة والتي تعد أول فرقة مسرحية في الجنوب حيث يعود تاريخ تأسيسها إلى سنة 1979 المسار العربى :تعدد المهرجانات وانعدامها فى جنوبنا الكبير ،ترقية المسرح وتمويله يجعل من الحركة المسرحية تعرف المنافسة والإبداع لم لانرى مهرجانا فى الجنوب؟ المخرج دريس بن حديد:للأسف حينما لا تكون الإرادة السياسية مطابقة لطموحات وآمال الفنانين والمسرحيين هكذا تكون النتيجة نحن نرى المحسوبية والبيروقراطية ونرى بعض مدراء الثقافة لا يمتون بصلة للفن بل أحياناً كثيراً لا يستسيغون تلك الكلمة وينفرون منها وهذا ينطبق أيضاً على إطاراتها.. ورغم أننا صرخنا كثيراً من أجل الألتفاتة لأمرين مهمين وهما أولاً رفع التجميد عن المسارح الجهوية وثانياً خلق مهرجانات قارة الأمرين الذين من شأنهما أن يدفعا الحركة المسرحية نحو الأفضل لكن أقول وأكرر تظلمنا الجغرافيا ويظلمنا بعضهم فنحن ضحية موقعنا الجغرافي وعندما اتحدث عن هذه المعضلة فأنا أتحدث عن المسافات و البعد عن المركزية وعن مبنى القبة حيث مليكة بن دودة فإذا كان إخواننا في الشمال يصرخون مرة ليستجاب لهم فيجب علينا نحن أن نصرخ عشرة مرات أكثر نحن نتحدث عن إنعدام التنمية وبالأخص تلك المتعلقة بالمراكز الثقافية والمرافق الفنية المسار العربى:كثيرا ما نصادف العرض الشرفى ثم لا تتلوه عروض أخرى .. هل من جولة فنية فى الافق لعرضكم الجديد فى باقى الولايات، خاصة بعد رفع الحجر ؟ المخرج دريس بن حديد:إرتفاع تكاليف النقل وتهرب دور الثقافة والمسارح الجهوية من إستقبال العروض أو إستقبال الحد الأدنى منها أسباب تشكل عائقاً لتوزيع العروض فمثلا أحد المسارح الجهوية أخبرنا أن تقني الأنارة في عطلة ?? أما عن النقل ففي مشتركتنا في المهرجان الوطني للمسرح المحترف إظطررنا للتنقل في الحافلات العمومية وبكل ديكور العمل بسبب غلاء النقل الخاص حيث طُلب منا مبلغ قدره ثلاثين مليون سنتيم. ناهيك عن بعض المشاكل التي يقع فيها الممثلون والتقنييون الهواة مثل عدم النرخيص لهم بالغياب. المسار العربى :فى الختام ،إذا وصلتكم رسالة الكاتب المصرى خالد سامى لإخراج "الأراجوزاتى والأخريات" بالمدية .. هل تسعون لتوفير الجهة المنتجة للعرض؟ المخرج دريس بن حديد:من الجيد الخوض في تجربة شيقة تجمعنا بالأستاذ الكبير خالد سامي وعلى نص جميل وراقي مثل الأروجوزاتي والأخريات للكاتبة المتألقة تركية لوصيف هذا بعد العودة لمكتب الجمعية بعد الطلب رسمياً من طرف الكاتب طبعاً كجهة منتجة لكن فيما يخص موافقتي لإخراجي لهذا العمل فأنا متحمس ومستعد ونطلب التسهيل من للمولى عز وجل حاورته :لوصيف تركية