يشتكي سكان بلدية مسعود بوجريو، في ولاية قسنطينة، من نقص كبير في التزود بمياه الشرب، حيث اشتكت بعض العائلات من غياب الماء عن حنفياتها لأكثر من شهرين، دون تحرك السلطات البلدية لتسوية المشكل، رغم عديد الشكاوى التي رفعت إلى المجلس السابق، في انتظار ما سيقوم به المجلس البلدي الحالي. عبر العديد من سكان مشاتي مسعود بوجريو المعروفة ب"عين الكرمة"، على غرار بوحصان عبد الله، كاف حمزة ومسيدة بجزئيها العلوي والسفلي، عن تذمرهم لغياب التزود بالمياه الصالحة للشرب منذ سنوات، حيث بات وجود الماء في حنفياتهم أمرا نادرا، وهو الأمر الذي أرقهم وزاد من معاناتهم. حسب سكان المشاتي، التي تعد ضمن مناطق الظل بهذه البلدية ذات الطابع الريفي، فإن المعاناة تضاعفت، في ظل توقف البلدية عن تزوديهم بالمياه الصالحة للشرب عن طريق الصهاريج، التي كانت منقذهم الوحيد، في ظل هجرة الماء شبكة التوزيع، عبر العديد من مناطق مسعود بوجريو. كما أكد السكان، استغرابهم من وجود مشكل للمياه بهذه المنطقة، التي تطل على أكبر سد في أفريقيا، وهو سد بني هارون، مؤكدين أن المجالس البلدية السابقة لم تقم بواجبها اللازم، حيث لم تبرمج مشروعا لربط البلدية بمصادر إضافية لهذه المادة الحيوية، في ظل عدم مقدرة الشبكة القديمة على تلبية متطلبات قاطني هذه المنطقة التي تضم حوالي 12 ألف نسمة. من جهتها، أكدت مصادر من المجلس الشعبي البلدي ببلدية مسعود بوجريو، التي تتربع على مساحة حوالي 106 كلم مربع، أن مشكل شح المياه بهذه المنطقة، يعود أساسا إلى الكمية القليلة التي توفرها مؤسسة "سياكو" بالمنطقة، والتي يتم جبلها من منبع صالح باي أو ما يعرف بمنطقة "لغراب". وحسب المصادر، فإن الكمية التي يتم جبلها من منبع صالح باي، لا يمكنها في أي حال من الأحوال، ملء الخزانات المنتشرة عبر عدد من التجمعات، وهو الأمر الذي يصعب عملية تزويد كل السكان بالماء، حيث اقترح المجلس الشعبي البلدي رفع مدة التزود بالمياه إلى 15 أو 17 ساعة، من أجل ملء الخزانات، مع تجديد مضخات الماء للتحكم أحسن في التوزيع. اقترح المجلس الشعبي البلدي الجديد، برئاسة عيسى لبيض، مشروعا لربط البلدية بسد بين هارون، انطلاقا من محطة عين التين بولاية ميلة، لإيجاد حل نهائي لمشكل نقص مصادر التزود بالمياه، مع اقتراح إجراء دراسة شاملة حول المنابع الجوفية بالبلدية، من أجل استغلالها في إنجاز آبار عبر مختلف المناطق البعيدة عن مقر البلدية، الذي صنف ضمن مناطق الظل. أكدت مصادر من المجلس الشعبي البلدي بمسعود بوجريو، المكون من طاقم من الشباب الطموح، أن شبكة المياه الصالحة للشرب، وحتى شبكة التطهير غير مطروحة تماما بهذه البلدية، حيث باتت تغطي حوالي 95٪ من السكنات، لكن المشكل الكبير يكمن في المياه في حد ذاتها، التي باتت غير كافية لتغطية طلبات السكان، خاصة الذين يقطنون منهم في الأماكن المرتفعة. وبشأن تزويد المناطق التي لا يصلها الماء بالصهاريج، مثلما جرت عليه العادة، بعد انقطاع دام مدة معتبرة، أكدت مصادر من أمانة البلدية، أن المشكل يمكن في نقص اليد العاملة والسائقين، مضيفة أن الأمر تم طرحه بجدية، في انتظار التحاق سائقين اثنين بحظيرة البلدية، من أجل العودة إلى عملية التزويد بصهاريج المياه الصالحة للشرب.