* email * facebook * twitter * linkedin تشترك العديد من القرى والمداشر ببلدية مسعود بوجريو بولاية قسنطينة، في جملة المشاكل التي جعلت حياة قاطنيها بعيدة عن كل أشكال التحضر، لغياب شروط الحياة الكريمة؛ من تهيئة وغاز وكهرباء ونقل، وغيرها من الضروريات رغم الوعود الكثيرة من أعضاء المجالس المتعاقبة على البلدية، التي لم تَف بوعودها للقاطنة من أجل الرفع من مستواهم المعيشي. أكد سكان عدة قرى من بلدية مسعود بوجريو على غرار قرية عين لكبيرة وقرية جانطي ومسيدة وبوحصان عبد الله وغيرها من القرى الأخرى، أن مناطقهم بحاجة ماسة للتهيئة والسكن الريفي والربط بشبكة المياه، حيث اشتكوا من العزلة التي يعيشونها بالمنطقة بسبب غياب الضروريات التي أجبرتهم على الاحتجاج في كثير من المرات بدون تحرك السلطات البلدية، لإيجاد حل لمعاناتهم اليومية؛ إذ أن مشكل التهيئة بقراهم يحتل المرتبة الأولى في قائمة الانشغالات المطروحة؛ على اعتبار أن غيابها ساهم بشكل كبير في عزلتهم، مؤكدين أن بمجرد مباشرة مشاريع التهيئة ستنتهي كثير من المشاكل المرتبطة بهذه الوضعية. غياب النقل مشكل آخر زاد القرى عزلة غياب النقل عن هذه القرى مرجعه الرئيس، حسب المحتجين، الوضعية المزرية التي تشهدها جل طرق البلدية ومداشرها؛ ما صعّب يوميات القاطنين بسبب رفض الناقلين الخواص دخول القرى؛ إذ يعيش سكان المنطقة وقرى بوحصان ومسيدة وكاف بني حمزة وعين الكبيرة وما جاورها، في عزلة تامة بسبب غياب النقل؛ ما يجعل الاعتماد على سائقي سيارات "الفرود" أمرا ضروريا لا مفر منه في ظل غياب الحافلات. كما أوضح سكان القرى المذكورة، أنهم يقضون يوميا فترات طويلة في انتظار سيارة أجرة نظامية، كما أن عددا قليلا فقط من أصحاب السيارات، من يقبل بالعمل على الخط الرابط بين مركز البلدية وقراهم بسبب الوضعية الكارثية واهتراء الطرق، مشيرين في ذات السياق، إلى أن الحافلات لا تزور قراهم أبدا باستثناء المخصصة منها لنقل التلاميذ إلى المدارس؛ ما يضطر الكثيرين منهم، في غالب الأحيان، لاستئجار سيارة بالكامل من أجل مقعدين أو ثلاثة. المياه الصالحة للشرب المطلب القديم الجديد تحدّث المشتكون وفي مقدمتهم سكان قرية عين لكبيرة التي تضم مئات العائلات فضلا عن العديد من التحصيصات الجديدة على غرار تحصيص 110 بناءات ريفية أو ما يُعرف بتحصيص عين ناشفة وكذا قرية بني حمزة ومسيدة، تحدثوا عن اشتراكهم في مشكل غياب ونقص المياه الصالحة للشرب عن حنفياتهم، حيث قال السكان إن المياه الصالحة للشرب تُعد الهاجس الأول بعد غياب الغاز الطبيعي والكهرباء عن مئات السكنات خاصة البناءات الريفية، التي لازالت أغلبها في طور الإنجاز، حيث لم تلتحق بها سوى بضع عائلات، مازالت تعاني من عدم ربط سكناتها بمختلف مصادر الطاقة. وأكدوا أن أغلبهم يتزودون من خزانات المياه المتواجدة بقراهم، والتي يتم ملؤها مرة أو مرتين في الأسبوع، مشيرين إلى أنهم يقومون بجلب المياه بأنفسهم من المنابع الطبيعية الموجودة بعدد من القرى المجاورة، والتي يستعملونها للشرب، بينما يخصصون مياه الخزان للغسيل فقط. البناء الريفي لتخفيف المعاناة يطالب المشتكون، أيضا، بالاستفادة من البناء الريفي؛ حيث أكدوا أن مئات الملفات لاتزال مودعة على مستوى مصالح البلدية للنظر فيها، غير أن عدم توفر الأوعية العقارية بالعديد من المناطق من أجل البناء عليها حال دون استفادتهم من هذه السكنات، حسبما أكدت مصالح البلدية؛ ما جعلهم يناشدون الوالي التدخل شخصيا لإيجاد حل لمشكل البناء الريفي ببلديتهم؛ كون أغلبهم لم يتحصل على سكنات من صيغ أخرى، متحدثين في ذات السياق، عن بقاء طلباتهم الخاصة بالتكفل بإعداد رخص التجزئة للمستفيدين من السكنات الريفية، حبيسة الأدراج. وكانت مصادر من بلدية مسعود بوجريو أكدت ل "المساء"، أن عدد السكنات الريفية على مستوى هذه الجماعة المحلية، قد وصل إلى أزيد من 370 مسكنا، موزعة على كل من قرى عين الكبيرة وكاف بني حمزة وبوحصان عبد الله ومسيدة وتحصيص آخر، حيث تم الانتهاء من أزيد من 250 بناية، فيما لاتزال أزيد من 100 أخرى في طور الإنجاز، في حين لم تسلَّم سوى 30 رخصة للمستفيدين منها فقط. الكلاب الضالة تهدد الأطفال.. أثار المشتكون على غرار سكان البنايات القديمة لبوحصان عبد الله وقرية كاف بني حمزة المجاورة لها، مشكل الكلاب الضالة التي تحاصر بعض النقاط خلال الفترة الليلية التي تنعدم فيها الإنارة، حيث قال السكان إنهم باتوا يتخوفون التنقل بين القرى المجاورة؛ مخافة الاعتداءات المتكررة لهذه الحيوانات، بالإضافة إلى تحدثهم عن غياب المرافق الرياضية والترفيهية عن المنطقة، والتي جعلت الشباب لا يخرجون من المقاهي أو المنازل، حيث أكد السكان أن الشباب وحتى الأطفال لا يملكون مكانا للهو؛ كون قراهم لا تتوفر على مساحة للعب، فيما طالبوا بإنجاز ملعب جواري على غرار الموجود على مستوى قرية عبد الله بوحصان. وأكدوا أن أطفالهم يلعبون في الأراضي الشاغرة المحيطة بهم، وغالبا ما يتعرضون لكدمات وجروح بسبب الأرضية غير المهيأة، ليبقى سكان قرى مسعود بوجريو رغم إحصائهم كمناطق ظل، ينتظرون التفاتة السلطات المحلية إلى مشاكلهم والنهوض بمستواهم المعيشي، حيث طالبوا والي قسنطينة بالوقوف على انشغالاتهم لمباشرة العديد من المشاريع التنموية بمناطقهم.