نشط وزير المجاهدين وذوي الحقوق العيد ربيقة، أول أمس، ندوة تاريخية وعلمية بالمتحف الوطني للمجاهد، إحياء للذكرى المزدوجة لتأسيس الاتحاد الوطني للعمال الجزائريين وتأميم المحروقات، أكد خلالها على دوره الكامل بفضل تضحياته واستجابته الفورية لنداء الوطن، مبطلا كل الأطروحات والمخططات الاستدمارية الرامية إلى إبعاد العمال عن دعم الثورة. وقال الوزير ربيقة، في اللقاء الذي حضرته العديد من المنظمات الوطنية وممثلون عن هيئات رسمية، أن التعزيز العمل النقابي يعد من أهداف برنامج رئيس الجمهورية الذي يهدف إلى تحسين الظروف الاقتصادية وتعميق الديمقراطية من خلال تعزيز العمل النقابي لترجمة أمل الذين نذروا انفسهم للوطن، ملحا على ضرورة الاهتمام بالتاريخ الوطني لكونه واجبا مقدسا. وأكد الوزير أن الاتحاد أدى دوره الكامل بفضل تضحياته، واستجابته الفورية لنداء الوطن، حيث انخرط في المسعى الوطني لإبطال أكذوبة فرنسا الاستدمارية، بكون العمال الجزائريين لن يساندوا الثورة ولن يشلوا أهم القطاعات الكبرى التي كانوا يشتغلون بها، لاسيما قطاع الميناء، الصحة وغيرهما ولن يقوموا بالإضراب وشل المؤسسات الفرنسية آنذاك. وقدم المجاهد والنقابي السابق، عبد المجيد عزي، توضيحات حول مراحل التحضير لإنشاء الاتحاد العام للعمال الجزائريين التي توجت بتأسيسه في 24 فبراير سنة 1956، برئاسة الشهيد والمناضل النقابي عيسات ايدير، حيث انضم إلى الاتحاد عدد هائل من المنخرطين من مختلف ولايات الوطن في فترة وجيزة، مضيفا أنه فور إنشاء المركزية النقابة تمت مباشرة عملية التجنيد بشكل واسع لتشمل شبكتها التي كانت منحصرة في الجزائر العاصمة فقط، كلا من البليدة، بوفاريك، سطيف، قسنطينة وكذا عنابة ووهران. وأشار المجاهد عزي، الذي عرض نماذج من كتبه الثلاثة، إلى مساهمته الفعالة في تدويل القضية الجزائرية العادلة في المحافل الدولية، بغية التنديد بالمجازر التي اقترفها المستعمر الفرنسي ضد الشعب الجزائري الأعزل، وكذا التعريف بأهداف الثورة التحريرية المجيدة المتمثلة أساسا في استرجاع السيادة الوطنية. أما الدكتور محمد قدور، من جامعة تيبازة، فذكر في تدخله أن الأهداف المتوخاة من وراء تأسيس الاتحاد، تدويل المشكلة النقابية الجزائرية والتجنيد الفعال لكل عمال العالم من أجل تأييد قضية العمال الجزائريين المكافحين، ولتجسيد هذه الأهداف انضم الاتحاد إلى الجامعة العالمية للنقابات الحرة وأسس فروعا للاتحاد في كل من تونس والمغرب، فرنسا، فكسب تأييد عمال العالم لكفاح العمال والشعب الجزائري، وبفضل هذا الاتحاد تمكنت جبهة التحرير الوطني من التشهير بجرائم الاستعمار الفرنسي في الجزائر في المحافل الدولية والتجمعات العمالية، وبالتالي العمل على كسب الرأي العام الدولي لصالح القضية الجزائرية، مفيدا أن دور الطبقة العاملة الجزائرية في المهجر برز بصفة خاصة في فرنسا، إذ ساهم العمال الجزائريون مساهمة فعالة وكبيرة في تدعيم الثورة من خلال الاشتراكات المالية التي كانوا يدفعونها لفروع فدرالية جبهة التحرير الوطني في مختلف المدن الفرنسية للثورة.