جميل جدا أن نهتم بالبيئة ونغرس قيم المحافظة عليها في الأجيال القادمة، وكم هو أجمل عندما نوفر فضاءات نقية خالية من التلوث والضجيج ليس للصغار فقط بل حتى للكبار. وإذا كانت تظاهرة "العاصمة بدون سيارات" تندرج في خدمة هذا الهدف، فإننا بقدر ما نرحب بها وننوه كمبادرة، فإنه لا بد من الإشارة إلى الضرر الذي تلحقه بالآخرين، حيث تحولت من نعمة على البعض إلى نقمة لدى الآخرين من خلال الطوابير الطويلة التي شهدتها العاصمة أمس تحت حرارة لا تطاق. إن ما يجب أن نفكر فيه ونشجعه هو العمل على توفير فضاءات الراحة والمساحات الخضراء وسط الأحياء السكنية وخاصة الجديدة منها. فقبل أن نعلم أطفالنا ثقافة المحافظة على المحيط والحفاظ على البيئة لا بد أن نحسسهم بأهمية ذلك في الواقع المعاش، من خلال فضاءات للعب والمساحات الخضراء بعيدا عن اللعب وسط الشوارع مع كل ما يتهددهم من خطر. لقد حان الوقت لمنع أي بناءات خارج التصميم الأصلي للأحياء السكنية، بحيث أن ما كان مبرمجا لمساحات خضراء يبقى كذلك ولا يحول إلى مقاه "وسوبيرات" وفيلات فخمة يستولي أصحابها على مساحات للترفيه بطرق ملتوية وبتواطؤ السلطات المحلية على مستوى المجالس البلدية. عندئذ يمكن الحديث عن البيئة وإشراك الأطفال في المحافظة على المحيط وتحسيسهم بأهمية ذلك في الحياة.