شيء جميل أن نهتم بالبيئة وأن نطلق حملات تحسيسية بضرورة حمايتها، لغرس الثقافة البيئية لدى المواطن، والشيء الأجمل أن ترتكز هذه الثقافة على أسس سليمة وواقعية. وإذ نثمن فكرة تنظيم " يوم بدون سيارات" أمس بالعاصمة من قبل إذاعة "البهجة" بالتنسيق مع وزارة البيئة كونها تندرج في سياق السعي لغرس هذه الثقافة. فإنه لابد من الاقرار في المقابل بالنقائص التي ترافق هذه التظاهرة. فلا يمكننا إقناع المواطن بالتخلي عن سيارته في ظل عدم جاهزية الظروف والوسائل التي يإمكانها امتصاص الازدحام في المدن الكبرى كما هو معمول به في المدن العالمية، ويكفي أن نستدل في هذا الصدد بالمترو الذي من شأنه أن يحل الكثير من المشاكل. كما أنه كان من الأفضل أن تتركز مثل هذه المبادرات على حملات تحسيسية للحفاظ على البيئة عبر شوارعنا التي أضحت مكدسة بأكوام من الأوساخ المتراكمة هنا وهناك والروائح الكريهة المنبعثة منها وهو ما لا يليق بسمعة مدننا. فتلوث المحيط لا تتحمله السيارات لوحدها، بل لابد من أخذ الأمور بصفة شاملة وموضوعية تتوافق وواقعنا البيئي وإمكانياتنا المتوفرة، والبداية تكون بالقيام "بثورة" تنظيف وتطهير شاملة ومتواصلة عبر أزقتنا وشوارعنا التي تحظى بمزار السياح الأجانب.