أشرف عميد جامع الجزائر برتبة وزير، الشيخ محمد مأمون القاسمي الحسيني بصفته رئيس رابطة الرحمانية للزوايا العلمية، أول أمس، على تدشين الزاوية الصنهاجية (فرع الزاوية القاسمية) بمنطقة صنهاجة بدائرة بن عزوز شرق ولاية سكيكدة. وأشار الشيخ القاسمي في كلمة ألقاها بقاعة الصلاة بالزاوية ذاتها، إلى أن الزوايا "تسخر جهودها لنشر قيم الإسلام ومبادئه"، واصفا إياها ب"قلاع الإسلام الحصينة التي حفظت القيم الروحية وحصنت الأجيال من عوامل التبعية وكذا سدا منيعا في مواجهة مخططات الاحتلال". وقال إن قادة المقاومة التحريرية إبان الاحتلال قد انطلقوا من الزوايا، جاعلين غايتهم تطهير أرضهم وإعلاء كلمة الله، مضيفا أنها "رسالة امتزجت فيها الروح الوطنية بالروح الإسلامية". كما أوضح أن أهم رسائل الزوايا هي المحافظة على المرجعية الدينية وتعزيز الوحدة الوطنية وحماية المجتمع من المخاطر التي تهدد انسجامه وكذا تحصين المجتمع، بالإضافة إلى العناية بلغة القرآن والسعي لتعميمها واستعمالها وكذا الاهتمام بالتربية الروحية ومجالس الذكر والدعوة إلى أخلقة الحياة الاجتماعية ومحاربة الفساد ومعالجة الأوضاع المختلفة في المجتمع ونشر قيم التسامح والتضامن. وقال الشيخ القاسمي إن "الزوايا لا زالت تحتل مكانة مميزة في أوساط المواطنين لأنهم يجدون في رحابها طمأنينة تطفئ نار الفتن والخصومات وتؤلف بين الأفراد وتصلح أحوالهم". من جهته، كشف الشيخ محمد بوسحابة شيخ الزاوية الصنهاجية بمنطقة صنهاجة ببلدية بن عزوز، أن هذه الأخيرة تتربع على هكتارين وهي عبارة عن أرض وقف للزاوية وبنيت بمجهودات خاصة وكذا بفضل تبرعات محسنين .وأضاف أن هذه الزاوية تحوز على قاعة صلاة تتسع ل250 مصل وداخلية تضم 10 غرف تستوعب 80 سريرا وستتكفل بتدريس الطلبة الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و25 سنة. وسيتلقى الطلبة تكوينا بهذه الزاوية في العلوم الشرعية، حيث يؤطر عملية التدريس الشيخ بوسحابة برفقة شيخين من ولاية أدرار. وقد سميت الزاوية الصنهاجية بهذا الاسم نسبة إلى منطقة صنهاجة التي تقع بها وهي منبثقة عن الزاوية الرحمانية، على اعتبار أن منطقة بن عزوز كانت توجد بها خلال الفترة الاستعمارية 4 زوايا رحمانية تم تدميرها من طرف المستعمر.