* برمجة إقامة توأمة مع جامع الأزهر بمصر أكد الشيخ محمد المأمون القاسمي الحسني، رئيس الرابطة الرحمانية للزوايا العلمية ورئيس المسجد الأعظم، أول أمس من سكيكدة، أن الزوايا جزء من وجدان الجزائريين رغم الضغوط الممارسة عليها والعوامل المناوئة لرسالتها، مؤكدا إدراك هذه الزوايا لسرعة التطور الذي طبع مختلف مجالات الحياة، و ضرورة التفاعل مع هذا التطور، و أن الوضع الحضاري الذي يشهده العالم مطبوع بفلسفة العولمة، داعيا الزوايا إلى تحمل مسؤوليتها في هذا الشأن. وذكر، فضيلة الشيخ محمد المأمون القاسمي الحسني، في كلمة بمناسبة إشرافه مساء الاثنين على تدشين الزاوية الصنهاجية الرحمانية، أننا «مدركون لسرعة التطور الذي طبع مختلف مجالات الحياة في عصرنا هذا وواعون يضيف بضرورة التفاعل مع هذا التطور، ولا ينبغي أن يغيب عن أذهاننا أن الوضع الحضاري المتميز الذي يشهده العالم من حولنا مطبوع بفلسفة العولمة التي ترمي إلى اعادة صياغة مختلف نواحي الحياة، وذلك بالاختراق الثقافي للإعلام والتعليم والأسرة ولكافة مؤسسات المجتمع». وأضاف المتحدث، «ندرك تماما أننا طرف في صراع حضاري غير متكافئ، ولكن ذلك لا ينبغي أن يثنينا عن السعي لتحقيق معاني التفاعل الايجابي مع الغير والتفتح الواعي عليه، والاستفادة الحكيمة مما لديه، والإصرار على إظهار ما عندنا مما هو حق لا يمكن التغاضي عنه والمساومة فيه». وذكر المتحدث، أن الزوايا إذا كانت أدت رسالتها في الماضي بالوسائل المتاحة حسب الظروف والأوضاع والإمكانات، فإن المطلوب منها اليوم أكثر من أي وقت مضى أن تتحمل مسؤولياتها وتنهض برسالتها على أحسن وجه مستطاع، مضيفا «ولهذه الغاية كانت جهودنا متواصلة منذ تأسيس الرابطة الرحمانية للزوايا العلمية قبل ثلاثة وثلاثين عاما من أجل تفعيل دورها لتستمر في الدعوة إلى سبيل الله على منهج الله، وتواصل رسالتها في هداية الناس وإصلاحهم بالدين القيم والتوجيه الراشد». وفي سياق حديثه عن أهمية الزوايا، اعتبرها «قلاع الإسلام الحصينة التي حفظت لشعبنا قيمه الروحية والوطنية، ودفعت عنه مخاطر التنصير والتغريب، حفظ كيان الأمة وضمان تماسكها ووحدتها الجامعة، ومنارة تخرج منها العلماء والدعاء والفقهاء والقضاء فمثلوا في المجتمع قيم الإسلام ومبادئه و ذادوا عن عقيدة الأمة ومقومات شخصيتها، وانطلق منها قادة المقاومة وطلائع الجهاد وطلائع المجاهدين من عهد الأمير إلى ثورة التحرير فخاضوا معركة الجهاد وجعلوا غايتهم تطهير أرضهم من دنس المحتلين». و أبرز المتحدث تحديات الحاضر والمستقبل وكيفية إسهام الزوايا في الإصلاح المنشود وأولوياتها في المستقبل المنظور وعدد ذلك في سبعة محاور، أولها المحافظة على المرجعية الدينية وتعزيز الوحدة الوطنية وحماية المجتمع من المخاطر التي تتهدد أو تهدد انسجامه وتماسكه، و ثانيا تحصين المجتمع في مواجهة العولمة ومشاريع التغريب، و ثالثا العناية بلغة القرآن والسعي لترقية تعليمها وتعميم استعمالها، و رابعا العناية بالتربية الروحية عن طريق دروس التزكية ومجالس الذكر التي تنشرح فيها الصدور وتطمئن القلوب، و خامسا الدعوة إلى أخلقة الحياة الاجتماعية ومحاربة الفساد، و سادسا معالجة الأوضاع المختلة في المجتمع، و أخيرا العمل لإشاعة روح الأخوة والمحبة ونشر قيم التسامح والتضامن.من جهته أوضح شيخ الزاوية الصنهاجية الرحمانية محمد بوسحابة للنصر، عن برمجه إقامة توأمة مع جامع الأزهر بمصر بعد الانتهاء من اتمام مبنى الزاوية، حيث سيتم إرسال الطلبة المتخرجين من المعهد لاجتياز امتحان تحديد المستوى لإتمام دراستهم العليا هناك، مشيرا إلى أهمية فتح الزاوية بكونها صرح علمي من المنتظر أن تشرع في استقبال الطلبة في تحفيظ القرآن الكريم والمتون، وتستقبل كذلك الخاتمين لكتاب الله و إقامة دورات علمية في كل العلوم وإحياء الإجازات العلمية. كمال واسطة