اتهم الرئيس السوري بشار الأسد أمس إسرائيل بالوقوف عقبة أمام عملية السلام في المنطقة العربية محملا إياها مسؤولية فشل هذا المسار سواء مع الفلسطينيين أو الدول العربية الأخرى.وجدد الرئيس السوري في كلمة ألقاها بمناسبة انعقاد اجتماع وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي بالعاصمة السورية دمشق أمس أن الشلل الذي مني به مسار المفاوضات العربية الإسرائيلية جاء ليؤكد بطريقة واضحة أن إسرائيل تبقى العائق الأكبر في مواصلة عملية السلام ووقفت في وجه تحقيقه. واستخلص الرئيس السوري قناعته هذه من جولات المفاوضات غير المباشرة بين بلاده وإسرائيل والتي انطلقت قبل عام برعاية تركية بهدف التوصل إلى اتفاق لإنهاء احتلال هضبة الجولان ولكنها توقفت بسبب العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. وقال الرئيس السوري أن مواقف إسرائيل وتعنتها يعطي كامل الشرعية للمقاومة لمواصلة عملياتها ضد الاحتلال بعد أن استحال عليها استعادة حقوقها بالطرق السلمية والسياسية. والتلميح واضح إلى الدعم الذي تقدمه دمشق لحركات المقاومة الفلسطينية وحزب الله اللبناني لمواصلة عملياتهم ضد الاحتلال ورفضهم كل تنازل عن الحقوق المشروعة للشعبين اللبناني والفلسطيني. وأكد الرئيس السوري أن النقطة الايجابية الوحيدة التي استخلصناها من المفاوضات مع إسرائيل أنها فضحت إدارة الاحتلال وكشفت حقيقتها الرافضة لكل سلام مع العرب جميعهم ونزعتها العدوانية ضدهم". وقال أن الدعاية الغربية أظهرت إسرائيل طيلة السنوات الأخيرة على أنها الخروف الوديع التواق إلى تحقيق السلام أمام ذئاب محيطة به من كل جانب بمن فيهم الفلسطينيون أصحاب الأرض الحقيقيين. وتساءل الرئيس بشار الأسد أن دولة قامت باحتلال أراضي الآخرين وتقتيل الفلسطينيين هل يمكن أن تكون في يوم من الأيام طرفا باحثا عن تحقيق السلام؟ وخاصة الحكومة الحالية التي تبقى من أكثر الحكومات عنصرية. ورغم قناعته هذه فإن الرئيس السوري لم يخف رغبته في مواصلة السلام وقال ان ذلك يبقى هدفا استراتيجيا لبلاده شريطة استعادة كل الحقوق وخاصة الأراضي المحتلة في إشارة إلى هضبة الجولان المحتلة. وحتى وان أكد رغبته في مفاوضات جادة لتحقيق السلام إلا أن الرئيس السوري لم يخف دعمه للمقاومة الفلسطينية وحزب الله وأكد أن هذه القوى تبقى العنصر الأساسي الذي يمر عبره كل حل يضمن حقوقنا المشروعة. وصبت تصريحات الرئيس السوري في نفس سياق الكلمة التي ألقاها وزير خارجيته وليد المعلم الذي أكد انه لا جدوى من مواصلة مفاوضات مع إسرائيل إذا لم تكن لديها إرادة حقيقية لصنع السلام وإذا لم يكن للولايات المتحدةالأمريكية موقف ضاغط لحمل إسرائيل على تحقيق السلام على اعتبار أن واشنطن هي الداعم لإسرائيل.