هل يشعر الكاميرونيون بالذنب ويؤنبهم الضمير بسبب ما يثار من تهويل إعلامي عبر العالم، بعد تأهلهم غير منتظر إلى مونديال 2022؟ وما الذي يجعلهم يثورون، اليوم، ضد أي مقال أو تصريح يتناول الحكم الغامبي باكاري غاساما، إلى حد شن حملة هوجاء ضد الجزائريين؟ وما دواعي قيام "فيكافوت" (الاتحاد الكاميروني لكرة القدم)، بالاستعانة بأصوات تقنيين ولاعبين وحكام دوليين سابقين، في محاولة منه للتأثير على الاتحاد الدولي لكرة القدم قبل قيام هذا الأخير بإصدار قراراته حول الشكوى التي قدمتها الفاف ضد الحكم الغامبي باكاري غاساما؟ هل صامويل إيتو وجماعته يريدون استباق الأحداث، والظهور في ثوب الضحية بالرغم من أن الجزائر لها الحق في الاستعانة بأكبر هيئة دولية في كرة القدم، بعدما لاحظت وشعرت بوجود تجاوزات خطيرة من الحكم باكاري غاساما، في إدارة مباراة العودة بين المنتخب الوطني ونظيره الكاميروني، مثل ما جاء في بيان الفاف، الذي أكدت فيه هذه الأخيرة، أنها استعملت حقها المشروع في الدفاع عن مصالح الكرة الجزائرية، لدى الجهات الدولية الرياضية المختصة، وفق القوانين المعمول بها. وينبغي التساؤل أيضا عما إذا كانت الخرجات الأخيرة للاتحادين الكاميروني والغامبي لكرة القدم ضد الاتحادية الجزائرية، تم تحريكها بإيعاز من الأطراف المؤثرة داخل الكنفدرالية الإفريقية، التي أصبحت تخشى انكشاف التلاعبات، بسلك التحكيم الموجود داخل هذه الهيئة، لأن الكاف يهمها كثيرا إسكات صوت الجزائر المنادي بتطبيق الشفافية في تسيير كل اللجان التابعة لهذه الهيئة، فلا يُستبعد حدوث خرجات من اتحادات إفريقية أخرى موالية لهذه الأطراف، من أجل الدفع بالاتحاد الدولي لكرة القدم، إلى إلغاء التحقيق الذي باشروه في قضية مباراة الجزائر - الكاميرون. الإعلاميون والنقاد المهتمون بهذه القضية الذين يعتقدون أن الاتحادية الدولية لكرة القدم، تدرك أنها تتواجد اليوم أمام محكّ حقيقي يفرض عليها إصدار حكم عادل لا لبس فيه، لكي تهدأ الأوضاع، ويعطى لكل ذي حق حقه. احترام الفيفا وانتظار ما سيسفر عنه التحقيق الذي فتحته هذه الأخيرة حول مباراة 29 مارس بملعب مصطفى تشاكر، هما أحسن موقف يتعين على الاتحاد الكاميروني الالتزام به. والأيام القادمة قد تكشف لنا أن قضية الحكم غاساما ما هي إلا انعكاس للتعفن الموجود على مستوى التحكيم الإفريقي، الذي طالما شكّل النقطة السوداء في الكرة الإفريقية، في المنافسات التي تنظمها الكنفدرالية الإفريقية لكرة القدم، بعدما ظلت هذه الأخيرة على مر سنوات، كهيئة رياضية تهزها الرياح من كل جهة، بسبب تسييرها الهش الذي تركها عرضة لمناورات، تهدف إلى تحقيق المصالح الشخصية لا غير. الكاف وصلت اليوم الى مفترق الطرق، بعدما ابتعدت عن الاحتكام إلى مبدأ النزاهة والأخلاق، فهي ملزمة بإعادة النظر في السياسة الرياضية التي اتبعتها في السنوات الأخيرة.