يستمر رفض الشارع المغربي لكل مظاهر التطبيع الذي يسير بوتيرة متسارعة وسط تصاعد حالة الاحتقان داخل جبهة داخلية، تعاني معظم قطاعاتها من مشاكل وأزمات جمة زادتها آخر الأخبار برصد أول حالة من مرض "جدري القردة" سوءا. أدان المرصد المغربي لمناهضة التطبيع، تنظيم حفل في موقع تاريخي بالرباط لإعلان إطلاق مكتب قناة صهيونية بالمغرب باعتبار أن الأمر يشمل "تدنيسا للمعلم يتجاوز التطبيع السياسي الإعلامي الرسمي إلى طعن تاريخ وذاكرة الشعب المغربي". واستنكر بيان للمرصد المغربي تعاون مسؤولين في قطاعات حكومية مغربية عدة في الحفل مع مهندسي حفل افتتاح مكتب القناة الصهيونية، مشيرا الى أن "الحفل كان مليئا بالرسائل ومنها تنظيمه على بعد أيام من ذكرى احتلال القدس وهدم حارة المغاربة واغتصاب مفاتيح باب المغاربة على الأقصى المبارك من قبل العدو الصهيوني". وذكر بأن الحفل الذي تم احياؤه في موقع أثري تاريخي بالعاصمة المغربية أتى في أعقاب "اغتيال الصحفية شيرين أبو عاقلة التي دمها لم يجف بعد بل واستهداف جنازتها" في اشارة ضمنية الى تواطؤ المخزن وتأييده غير المباشر للسياسة التي ينتهجها الكيان الصهيوني تجاه الشعب الفلسطيني واستمرار اغتصابه للقضية الفلسطينية. وعلى اثر ذلك نددت الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة ب "تسونامي التطبيع" الممارس من قبل السلطات المغربية مع الكيان الصهيوني منذ توقيع اتفاقية التطبيع بينهما في ديسمبر 2020. وانتقدت في بيان لها أن "تسونامي" الاتفاقيات والتعاملات المتزايدة ما بين المملكة المغربية والكيان الصهيوني المندرجة في اطار التطبيع بينهما، مؤكدة رفضها "القاطع للخطوات التطبيعية المغربية مع الكيان المجرم". ومع استمرار رفض التطبيع في الشارع المغربي يستمر غليان الجبهة الاجتماعية التي تشهد في كل مرة احتجاجات في هذا القطاع وذاك في ظل ما يعانيه المواطنون المغاربة من ظروف اقتصادية واجتماعية تزداد سوءا يوما بعد يوم. وفي هذا السياق أعلنت المكاتب الموحدة لإطفائيي المطارات وتقنييها وأطرها ومستخدمي المكتب الوطني للمطارات في المغرب عن خوض إضراب وطني لمدة خمسة أيام ابتداء من 15 جوان الجاري احتجاجا على تجاهل مطالبهم. واستنكرت المكاتب الوطنية الموحدة الممثلة لمستخدمي المكتب الوطني للمطارات التابعة للكونفدرالية الديمقراطية للشغل في بيان "تجاهل مطالب عمال القطاع"، محملة الادارة "المسؤولية الكاملة عما ستعرفه مطارات المملكة من اضطرابات. وأمام هذه التطورات أكد رئيس المجموعة النيابية لحزب العدالة والتنمية المعارض في المغرب، عبد الله بوانو، أن ما تقوم به الحكومة الحالية في ظل صمتها وغيابها عن النقاش العمومي "يعمق الاحتقان في الشارع"، مبرزا "ضعفها" على كل المستويات في المساعي الرامية الى التخفيف من وطأة الاحتجاجات المتواصلة. وشدد بوانو، على أن مشاكل الحكومة "توجد بين مكوناتها وليس في حزب العدالة والتنمية"، مشيرا الى أن هذه الحكومة تعاني من العجز والضعف في الكفاءة السياسية والتدبيرية ومن الضعف في التواصل وفي الانسجام بين أحزابها وبين وزرائها. ويبدو أن متاعب هذه الحكومة ستزيد في ظل الإعلان عن رصد أول حالة إصابة ب"جدري القردة" على مسافر قادم من إحدى الدول الأوروبية من دون ان تذكر السلطات المغربية اسم هذه الدولة بما أثار المخاوف من إمكانية انتشاره في مملكة لم تستفق بعد من تداعيات جائحة كورونا ليأتي "جدري القردة" ليهدد موسم سياحي كانت الآمال معلقة عليه لتعويض ما يمكن من الخسائر التي خلّفها فيروس "كوفيد 19".