أكد المشاركون في الأيام الدراسية الخاصة بالمكتبات الجامعية التي انطلقت أشغالها أمس بالجزائر العاصمة على ضرورة وضع سياسة محكمة تعتمد على تكنولوجيات الإعلام والاتصال لحفظ الوثائق التي تنتجها الجامعة وذلك للرفع من مكانة المكتبة الجامعية عبر إثراء أرصدتها الوثائقية. وأوضح السيد أحمد بعداش مدير مركز البحث في الإعلام العلمي والتقني في كلمته الافتتاحية أن الاستخدام المكثف لتكنولوجيات الإعلام والاتصال يجعل المكتبات التقليدية مضطرة إلى مواكبة الجيل الجديد من المكتبات الرقمية بهدف تطوير خدماتها بصفة خاصة وخدمات الجامعة الجزائرية بصفة عامة. وأكد المتحدث ان هذا اللقاء الأول -الذي سيرسم ليصبح سنويا ابتداء من السنة القادمة- جاء بهدف جمع المسؤولين على المكتبات الجامعية على المستوى الوطني وحثهم على تبادل الآراء والتشاور من اجل الوصول إلى إنشاء مجلس وطني للمكتبات الجامعية يعنى بمشاكل التسيير البشري والمادي لجمع المعلومات والوثائق. ومن جانبه أوضح الدكتور مجيد دحمان في مداخلة له حول "مكانة المكتبات الجامعية كعنصر أساسي في نظام تجميع ومعالجة وبث المعلومات العلمية والتقنية المحلية" ان الجامعات الجزائرية تنتج كما هائلا من الأطروحات والرسائل والأبحاث العلمية والتقنية إلا أنها تبقي غير مثمنة وغير مستغلة جيدا مما يطرح إشكالية إيداع هذه الوثائق. وأكد ان المكتبة بصفتها "وعاء أساسيا هاما للمعلومات ينهل منه الطلبة والأساتذة والباحثون على السواء "تكون مركزا لتجميع كافة الوثائق وهو الشيء الذي يجعل من الضروري عصرنتها وربطها بشبكات الإعلام الآلي و تحسين أدائها وأداء عمالها، مشددا على ضرورة إنشاء خزانات وثائقية يمكن من خلالها حصر الإنتاج العلمي للجامعات والكليات والأقسام التابعة لها وتسهيل عملية تبادل الوثائق، إضافة إلى تسهيل الوصول إلى المعلومات من طرف الأساتذة والطلبة والباحثين. وبفضل تطوير برمجية "سنجاب" من قبل مركز البحث العلمي والتقني الذي يسمح بتسيير الرصيد الوثائقي مكنت الشبكة من إعداد منشورة محتويات جماعية لمكتبات تابعة لتسع مؤسسات جامعية من منطقة وسط البلاد، وتشمل الشبكة جامعتي بن يوسف بن خدة وهواري بومدين (الجزائر العاصمة) إلى جانب جامعات بومرداس والبليدة وجيجل وبجاية وتيزي وزو إضافة إلى المدرسة الوطنية للإدارة والمدرسة الوطنية المتعددة التقنيات.