أثار موضوع مستقبل السياحة بمدينة قسنطينة، اهتمام عدد من المتدخلين الجامعيين ضمن الملتقى الوطني الذي احتضنته صباح أمس المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية "مصطفى نطور" بقسنطينة، وأوضحت الدكتورة نوال بلغليفي، رئيسة الملتقى، المنظم من قبل وحدة البحث حول الأقاليم البارزة والمجتمعات بقسنطينة، بالتنسيق مع مديرية السياحة والصناعات التقليدية، أن هذه التظاهرة العلمية، تهدف إلى تسليط الضوء على المؤهلات السياحية التي تتمتع بها قسنطينة والأنماط السياحة المرتبطة بها والوقوف على أهم المعوقات التي تعرقل تطوير الأنماط السياحية والمؤهلات الموجودة بالمدينة، في خطوة لوضع أسس النهوض بالقطاع السياحي وتنميته، مضيفة أن الملتقى، الذي عرف مشاركة دكاترة باحثين من مختلف جامعات الوطن على غرار الأغواط، باتنة 1، ورقلة، خنشلة، قالمة، أم البواقي وتيبازة تطرق إلى تحديد المفاهيم النظرية المتعلقة بالسياحة ودور هذه الأخيرة في إرساء أبعاد التنمية الاجتماعية والاقتصادية. كما تم التطرق إلى أنماط السياحة بعاصمة الشرق وعلى رأسها السياحة الثقافية، الدينية، الطبيعية، الاستكشافية، العلمية وسياحة التاريخ والذاكرة. من جهتها، قدمت الدكتورة أماني العايب، من جامعة قسنطينة 2، مداخلة بعنوان: "مقومات النشاط السياحي في مدية قسنطينة"، تحدث خلالها عن ضرورة توفير المنتجات السياحية التكميلية وأهمية دراسة التغير في سلوكيات السائح والانفتاح على الفضاءات الإلكترونية. كما توقفت عند وجوب تثمين الأثار والترويج لها من أجل استقطاب أكبر عدد من السياح. وكشفت أن منطقة المغرب العربي، باتت تستقطب أكثر من 18 مليون سائح في السنة وأن الجزائر لا تنال من هذا السوق سوى 2 مليون سائح، داعية إلى استدراك الوضع. من جهتها، تطرقت الدكتورة شهرزاد لبصير، إلى قضية الوعي السياحي ومفهومه، سواء بقسنطينة أو بمختلف ولايات الوطن وقدمت رؤية نقدية في المفهوم والممارسة، وقالت أن هذا الوعي يلعب دور محوري في تعزيز الانتماء للوطن، مع إبراز أليات تفعيل الوعي السياحي لدى المواطن. واعتبرت بالمناسبة، أن ما ينقص الفرد الجزائري هو الوعي فيما يخص حقوقه وواجباته، مشيرة إلى أن مشكلة السياحة في الجزائر ليست في المرافق السياحية أو الاستثمارات بقدر ما يرتبط بترقية الوعي السياحي لدى مختلف الفاعلين في القطاع. وتطرقت طالبة الدكتوراه، هيام زبيدة غيوة، من جامعة قالمة، إلى دور مواقع التواصل الاجتماعي في التعريف بالمعالم السياحية والتاريخية بقسنطينة، معتبرة أن هذه المواقع ساهمت بشكل كبير في التعريف بهذه المعالم، فيما أبرز الدكتور حيدر رواق، من جامعة قسنطينة 2، مساهمة الصناعات التقليدية في إرساء أبعاد التنمية، مشددا على أهمية التركيز على المنتجات المحلية ومحاربة كل ما يأتي من وراء الحدود. ولفت بالمناسبة إلى أن الصناعة التقليدية تعرف في جزء منها ازدهارا وتطورا، على غرار صناعة الحلويات والأكلات الشعبية، في حين تعرف ركودا ومصيرا مجهولا في حرف أخرى على غرار صناعة النحاس، التي باتت تتخبط في مشاكل كبيرة بسبب نقص الإقبال عليها من طرف الحرفيين.