كشف ددوش الطيب رئيس مصلحة بمديرية السياحة بولاية بشار، عن الشروع قريبا في إعداد ودراسة المخطط التوجيهي للتهيئة السياحية، إلى جانب عدد من المشاريع الجديدة في إطار تطوير السياحة الصحراوية، من ضمنها إنجاز وتجهيز مركز للصناعة التقليدية بتاغيت، من أجل تشجيع الحرفيين والنساء الماكثات في البيت، ومشروع آخر هام يتعلق بدراسة إنشاء أربع مناطق للتوسع السياحي لتشجيع ومرافقة المستثمرين وحاملي المشاريع. عرض ممثل مديرية السياحة والصناعية التقليدية خلال ملتقى وطني احتضنته المدرسة العليا للأساتذة ببشار بالتنسيق مع المكتب الولائي للجمعية الوطنية السياحية « كنوز الجزائر» تحت شعار «رهانات وتحديات السياحة الصحراوية .. وجهة سياحية مستدامة «، أهم مؤهلات الولاية وما تزخر به من قدرات وإمكانيات في الجانب السياحي، وآفاق القطاع مستقبلا في ظل التحديات الاقتصادية الراهنة الهادفة تشجيع القطاعات المنتجة للثروة. وكشف بالمناسبة أنّ ولاية بشار التى تملك عدة مواقع ووجهات سياحية معروفة وطنيا وحتى دوليا موزعة عبر عدد من المناطق والبلديات، أبرزها تاغيت، موغل، بوكايس والقنادسة، ومعالم أخرى تاريخية وقصور تشتهر بها المنطقة وتحولت إلى قبلة للسياح من داخل وخارج الوطن. كما تطرق ددوش الطيب، بالمناسبة، إلى أهم المرافق والهياكل السياحية من فنادق، مركبات سياحية ومخيمات عائلية التي تبقى بحاجة إلى دعم للرفع من قدرات الاستقبال الحالية المقدرة ب 1571 سرير موزعة عبر 17 مؤسسة فندقية ما بين بشار وتاغيت، أيّ بإجمالي 747 غرفة، حيث يوفر هذا النشاط 342 منصب شغل دائم 201 منصب شغل مؤقت، مع إحصاء 17 وكالة سياحية، لكن بحسب ذات المصدر «فإنّ هذه الوكالات لا تؤدي أيّ دور في تنمية وتطوير السياحة الداخلية والترويج لأهم الوجهات بالولاية، وعليه يجب إعادة النظر في طريقة إنشاء وتسيير وكالات السياحة والأسفار حتى ترتقي إلى مستوى التحديات المفروضة». تعزيز المقاربة التشاركية وفيما يتعلق بتفعيل المخطط التوجيهي للتهيئة السياحية بالولاية حتى آفاق 2030، عرضت أستاذة الاقتصاد بجامعة بشار، دولي سعاد، مقترحات تتضمن حسب مداخلتها تعزيز المقاربة التشاركية لتفعيل برامج ومخططات التنمية للتهيئة السياحية، وتوفير الخدمات والتسهيلات السياحية وتهيئة المجتمع المحلي للتفاعل الايجابي مع النشاط السياحي وخلق بيئة مناسبة للاستثمار السياحي وتهيئة وتنمية الموارد البشرية إتباع أساليب تسويق حديثة من خلال خلق مزيج تسويقي للمنتجات السياحية الصحراوية، استجمام، علاجية، أعمال، رياضية. من جهته، أكد الدكتور طيب فراج أنّ الملتقى الوطني يهدف إلى تسليط الضوء على السياحة الصحراوية كقطاع استراتيجي وبديل تنموي على المستويين المحلي والوطني، من خلال رصد رهانات وتحديات السياحة الصحراوية في الجزائر وأبعادها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وكذا تسليط الضوء على السياحة الصحراوية أكاديميا وواقعيا، وتشخيص وتحليل تحديات ومعوقات الاستثمار السياحي بالمناطق الصحراوية، وإدماج السياحة الصحراوية في الاقتصاد والتنمية والعناية بتعليم وتدريب الإطارات السياحية بما يساهم في تخفيض نسبة البطالة والتهميش وتحقيق الاستقرار. مع الدعوة أيضا إلى ضرورة الترويج الإعلامي للقطاع بتعزيز دور الفضاء الأزرق في تنشيط التراث السياحي الصحراوي والممتلكات السياحية المتاحة بالجنوب الجزائري وتشجيع « التسويق الرقمي « والتعريف بمعايير الجودة بالمؤسسات والمرافق السياحية. وقال فارسي عبد النور نائب رئيس الجمعية الوطنية السياحية «كنوز الجزائر» ونائب رئيس الملتقى أنه إيمانا منّا بالمقاربة التشاركية، حاولنا أن نطرق باب الجامعة لحلّ مشكل معيّن يتمثل في آلية تطوير السياحة الصحراوية وترقية المنتوج الثقافي وهذا من بين الأهداف الرئيسية للجمعية. كما استعرض المشاركون خلال أشغال الملتقى الذي شاركت فيه 25 جامعة وأزيد من 40 أستاذ وباحث أكاديمي العديد من النقائص التي يعاني منها قطاع السياحة بولاية بشار أبرزها يتعلق بنقص التأطير وضعف البنية التحتية، ومن أبرز التوصيات التي خرج بها اللقاء هي أهمية العمل على تقديم منتج سياحي صحراوي تنافسي من حيث السعر والجودة، دعم المشاريع الموجودة في المخطط التوجيهي 0فاق 2030، ضرورة التعامل مع العقار السياحي بحذر نظرا لحساسيته الكبيرة كون قطاع السياحة يعتبر قطاعا أفقيا يحتاج إلى تدخل مختلف القطاعات، ضرورة الحفاظ على الموروث الثقافي اللامادي والمادي من قصور وقصبات وواحات، إلى جانب تكوين جمعيات ومرشدين في مجال الترويج والحفاظ على السياحة الصحراوية، مع نشر الوعي السياحي لدى أفراد المجتمع.