بعد عدة مواسم من التراجع كلفته السقوط من الرابطة الأولى لكرة القدم إلى المستوى الثالث في غضون ثلاث سنوات فقط, يسعى سريع غليزان لكسب رهان العودة إلى الواجهة بفضل المشروع الذي أطلقه هذا الموسم والذي يعتمد فيه على فريق شاب مكون من خريجي مدرسة النادي. وتم انتهاج على هذه السياسة من طرف الإدارة الجديدة للنادي, على رأسها عبد القادر واضح, الذي تم انتخابه في سبتمبر الماضي, بعد مخاض عسير بسبب التأجيلات المتكررة للجمعية العامة الانتخابية على خلفية غياب المرشحين سواء لمنصب الرئيس أو لعضوية المكتب التنفيذي. ورغم الصعوبات الكبيرة التي وجدها المسيرون الجدد, في ظل انتخابهم قبل أسابيع قليلة عن انطلاق المنافسة, إلا أن السريع نجح حتى الآن في مخالفة التكهنات بالتواجد بين الثلاثة الأوائل في ترتيب بطولة ما بين الجهات ''مجموعة الغرب'', بعد أن جانب صعوبة مواصلة سقوطه الحر الموسم الماضي حين انتظر إلى غاية الجولة الأخيرة لتفادي السقوط إلى القسم الجهوي الأول. وبعد 11 جولة من البطولة, يحتل ''الرابيد'' المركز الثاني في الترتيب, حيث يتقاسمه مع فريق آخر يعيش نفس الوضعية بعد فقدانه منذ سنوات قليلة مكانته ضمن أندية النخبة وهو اتحاد بلعباس, وذلك بمجموع 26 نقطة لكل منهما. ويعتبر الجميع في محيط سريع غليزان بأن مشوار فريقهم إيجابي للغاية, خاصة وأن تشكيلتهم, بقيادة المدرب نور الدين بلجيلالي, لم تخسر أية مباراة منذ الجولة الأولى, حيث نجحت في الفوز بثماني مباريات, منها سبع على التوالي, وتعادلين اثنين. وصرح رئيس النادي لوأج في هذا الشأن قائلا : ''لقد ورثنا وضعية صعبة جدا من جميع النواحي. فعلى سبيل المثال, تمكنا من تأهيل العديد من اللاعبين بصعوبة في اللحظات الأخيرة لفترة الانتقالات الصيفية. وبطبيعة الحال, في مثل هذه الوضعية لا يمكننا أن نستهدف غير البقاء في بطولة ما بين الرابطات, مع التطلع إلى المستقبل لبناء فريق تنافسي قادر على استعادة أمجاد النادي''. تشكيلة مائة بالمائة من خريجي مدرسة النادي لكن مع مرور الجولات, كبرت طموحات هذا النادي, وبدأت جماهيره التي هجرت مدرجات ملعب ''الطاهر زوغاري'' طيلة السنوات السابقة, تغذي الأمل في عودة فريقها إلى الواجهة, مما جعلها تحضر بقوة لمباريات أشبالها على أرضية ميدانهم, كما لا تتردد في مرافقتهم أيضا خارج قواعدهم. وشكل هذا الأمر حافزا إضافيا لشبان سريع غليزان وساعدهم على التألق, رغم أنهم اكتفوا في الجولة السابقة بتعادل بطعم الهزيمة أمام الضيف مديوني وهران مضيعين نقطتين ثمينتين تسببتا في تراجعهم إلى الصف الثاني بعدما كانوا يتقاسمون الصدارة مع وداد تلمسان قبل هذه الجولة الحادية عشر. وأرجع المدرب نور الدين بلجيلالي هذه النتيجة السلبية إلى "قلة خبرة" لاعبيه الشباب الذين بدأوا يشعرون بضغط كبير بسبب تزايد طموحات أنصارهم, على حد تعبيره. ويحاول هذا التقني, المعروف في المنطقة بعمله الكبير في مجال التكوين, إزالة هذا الضغط عن لاعبيه, مؤكدا أن "الوقت مبكر للحديث عن الصعود". وأضاف : ''أتفهم رغبة جمهورنا, المتلهف لرؤية فريقه يرجع إلى المكانة التي يستحقها, يسعدنا جدًا أن نرى عودة أنصارنا إلى المدرجات بقوة هذا الموسم, لقد كان لهم دور كبير في نتائجنا الإيجابية منذ بداية الموسم, ولكن يجب أن يعلموا بأنه من السابق لأوانه الحديث عن الصعود إل الرابطة الثانية, وما نسعى له حاليا هو إنهاء مرحلة الذهاب بين الثلاثة الأوائل''. في هذا الصدد, يرى هذا التقني أن المباراتين اللتين سيخوضهما فريقه, ابتداء من غد الجمعة, أمام المتصدر شريكه في الوصافة اتحاد بلعباس, والرائد وداد تلمسان على التوالي, ستكونان "الاختبار الحقيقي" لأشباله حيث ستكشف عن مدى قدرتهم على لعب ورقة الصعود, مثلما قال. ومهما كان مصير النادي في بطولة هذا الموسم, فإن بلجيلالي مقتنع بأنه "يسير في الطريق الصحيح" للعودة إلى الواجهة من خلال استعادة مكانه في الرابطة الأولى في المستقبل القريب, وهي البطولة التي غادرها منذ أربع سنوات. وختم نفس المتحدث بالقول: ''لأول مرة في تاريخ النادي, تتكون تشكيلة الأكابر من لاعبين تكونوا كلهم في الفئات الشابة, حيث يعد ذلك إنجازا كبيرا لسريع غليزان, الذي يمكنه الآن الرهان على لاعبيه الشبان, وغالبيتهم تلاميذ في الثانوية وطلاب جامعيون, لتحقيق مشروع النادي''.