الوساطة السنيغالية تنفي فشل مساعيها لاحتواء الأزمة الموريتانية تضاربت المعلومات بخصوص النتائج المتوصل إليها في المفاوضات الجارية بالعاصمة السنغالية دكار من أجل التوصل إلى إنهاء حالة الانسداد السياسي الذي طبع الساحة الموريتانية منذ عشرة أشهر. ففي الوقت الذي فندت فيه دكار الأخبار التي تحدث عن فشل الوساطة التي شرعت فيها بالعاصمة دكار في مسعى لاحتواء الأزمة الموريتانية أكد الجنرال محمد ولد عبد العزيز رئيس المجلس العسكري الحاكم في موريتانيا انه لم يتم التوصل إلى أي اتفاق بين الفرقاء الموريتانيين وأصر على إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها المحدد. وقال وزير الخارجية السنيغالي شيخ تيديان غاديو الذي تلعب بلاده دور الوسيط في الأزمة الموريتانية بعد خروجه من مفاوضات عسيرة استمرت طيلة ليلة السبت إلى الأحد أن "أي حديث في الوقت الراهن على فشل مساعي الوساطة يبقى مستبعدا". وأبدى رئيس الدبلوماسية السنيغالية تفاؤلا بإمكانية إحراز تقدم في المفاوضات التي تشارك فيها ثلاثة وفود موريتانية تمثل أهم أقطاب أطراف النزاع إضافة إلى ممثلي المجموعة الدولية، وقال أن الوسطاء سيقومون في مرحلة أولية بعقد اجتماع من اجل عرض وثيقة الاتفاق المتوصل إليه على رؤساء الوفود الموريتانية لمناقشته مع مسؤوليهم وان الجميع متفق على هذه الخطوة. وأضاف المسؤول السنيغالي الذي تسعى بلاده إلى إنقاذ المبادرة التي عرضتها على الفرقاء الموريتانيين من فشل محتوم انه سيتم مواصلة المشاورات إلى غاية التوصل إلى نتيجة ايجابية. وتضمنت الوثيقة ضرورة "التزام أقطاب النزاع الثلاثة بتسيير مشترك للمرحلة الانتقالية من خلال المشاركة في الانتخابات بالنسبة للذين يرغبون في ذلك وفي حكومة الوحدة الوطنية وفي تشكيلة اللجنة الانتخابية الوطنية المستقلة". واستأنفت أمس لجنة الاتصال الدولية حول موريتانيا مشاوراتها التي كانت شرعت فيها منذ الخميس الأخير في مسعى لإقناع أطراف النزاع في نواقشوط إلى قبول المبادرة السنيغالية التي لاقت الدعم الدولي والمتضمنة تأجيل الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها السبت القادم بهدف منح الوقت للمعارضة للمشاركة فيها كخطوة أولى نحو احتواء الوضع المتأزم في هذا البلد منذ الانقلاب العسكري على حكم الرئيس سيدي الشيخ عبد الله. وشكل موضوع مراجعة تاريخ الانتخابات الرئاسية أحد أهم محاور اليوم الثالث من المحادثات غير أن هذا المسعى يبدو انه صعب المنال في ظل تمسك الجنرال محمد ولد عبد العزيز الذي استقال من رئاسة المجلس العسكري الانقلابي بإجراء هذه الانتخابات في موعدها المحدد سلفا. فقد فند الجنرال محمد ولد عبد العزيز مساء أول أمس التقارير التي تحدثت عن توصل المتفاوضين في دكار إلى اتفاق ووصفها بالمعلومات بالكاذبة مؤكدا في الوقت نفسه تنظيم الانتخابات في موعدها المحدد أي يوم السبت المقبل. وقال أن"مجموعة من الأشرار روجت هذه الإشاعات الكاذبة لأنها على قناعة تامة بفشلها الذريع في الانتخابات". ويكون إصرار الجنرال محمد عبد العزيز على عدم تأجيل الانتخابات بمثابة ضربة لجهود الوساطة التي تقودها السنيغال بدعم دولي لإنهاء حالة التوتر القائمة في موريتانيا. وتعارض المعارضة الانتخابات الرئاسية المقررة داعية إلى تأجيل "هذا الموعد الانتخابي الأحادي الطرف" وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين. للإشارة فإن مجموعة الاتصال الدولية تضم كل من منظمة الأممالمتحدة والاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي والأعضاء الدائمين وغير الدائمين لمجلس الأمن الدولي والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي والمنظمة الدولية للفرنكوفونية.