أبدى علي عبد السلام التريكي وزير الخارجية الليبي الذي تضمن بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الإفريقي أمس تفاؤله بإمكانية إنهاء حالة الانسداد السياسي الذي تعرفه موريتانيا منذ اوت من العام الماضي.وقال التريكي في نهاية مهمة قادها وفد عن الاتحاد الإفريقي وضم أيضا رئيس مجلس الأمن والسلم الإفريقي رمضان لعمامرة إلى نواقشوط أن الوفد "متفائل في العموم" بخصوص الوساطة التي شرع فيها بين فرقاء الأزمة السياسية في موريتانيا بعد أن لمس استعدادا جيدا لدى هؤلاء لإنهاء حالة الاحتقان بينهم. ولكن الوزير الليبي لم يكشف عن طبيعة هذا التقدم واكتفى بالقول أننا في مرحلة جمع المعلومات وأن كل من التقينا بهم أبدوا استعدادا حسنا لإنهاء خلافاتهم. والتقى وفد الاتحاد الإفريقي إلى نواقشوط بأطراف الأزمة السياسية الموريتانية في محاولة قد تكون الأخيرة لبحث سبل احتواء الوضع المتأزم في هذا البلد منذ أزيد من تسعة أشهر دون وجود أدنى المؤشرات لتسويتها على الأقل في المستقبل القريب. وأجرى الوفد مباحثات مع قائد الانقلابيين محمد ولد عبد العزيز كما التقى بالرئيس الموريتاني المخلوع سيدي ولد الشيخ عبد الله بمسقط رأسه بمدينة لمدن على بعد 250 كلم جنوب العاصمة نواقشوط. وفي الوقت الذي لم تتسرب فيه أية معلومات عن مضمون المحادثات التي جمعت الوفد الإفريقي برئيس المجلس العسكري الحاكم قالت ابنة الرئيس المخلوع أن هذا الأخير استمع إلى أعضاء وفد الاتحاد الإفريقي بخصوص الهدف من المهمة التي انتقل من أجلها وخطر العقوبات الاقتصادية المنتظر فرضها على موريتانيا. في حين ذكر الرئيس المطاح به أعضاء الوفد بالمبادرة التي سبق وأن قدمها من أجل تسوية الأزمة من خلال الدعوة إلى إجراء انتخابات رئاسية مسبقة تحت إشرافه مع اشتراطه إنهاء الانقلاب. وكان وفد الاتحاد الإفريقي بقيادة رئيس مجلس السلم والأمن الإفريقي رمضان لعمامرة وعضوية وزير الخارجية الليبي علي التريكي الذي تضمن بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد وصل بداية الأسبوع إلى العاصمة نواقشوط في مسعى وصف بالفرصة الأخيرة لتسوية أزمة تشير كل المعطيات أنها تسير باتجاه المزيد من التصعيد في ظل إصرار كل طرف على التمسك بمواقفه المبدئية. ومن المنتظر أن يجري وفد الاتحاد الإفريقي مباحثات مع مسؤولي الجبهة الوطنية للدفاع عن الديمقراطية المناوئة للانقلاب وزعيم حزب تجمع القوى الديمقراطية المعارض احمد ولد داده الذي أعلن مقاطعته للانتخابات الرئاسية التي حدد المجلس العسكري الحاكم من جانب واحد بإجرائها في السادس جوان المقبل. وكان وفد الاتحاد التقى بداية الأسبوع بوزير الخارجية الموريتاني محمد ولد محمادو دون أن تتسرب أية معلومات حول مضمون المحادثات التي دارت بين الجانبين والنتائج المتوصل إليها. ووصفت مصادر دبلوماسية خطوة الاتحاد الإفريقي لإنهاء حالة الاحتقان السياسي في موريتانيا بالفرصة الأخيرة وذلك بعد فشل محاولتين متتاليتين الأولى أجراها الزعيم الليبي معمر القذافي بصفته الرئيس الدوري للاتحاد الإفريقي بعدما اتهمته المعارضة بالانحياز إلى جانب الانقلابيين، والثانية برعاية الرئيس السنيغالي عبد الله واد الذي فشل هو الآخر في تقريب وجهات النظر بين أطراف الأزمة الموريتانية. وتتزايد مؤشرات فشل الوساطة الإفريقية في ظل إصرار كل طرف على التمسك بمواقفه ورفض تقديم أي تنازلات. وفي هذا السياق وصفت الجبهة الوطنية للدفاع عن الديمقراطية المناهضة للانقلاب ترشح رئيس المجلس العسكري الجنرال محمد ولد عبد العزيز إلى الرئاسيات التي أعلن عن إجرائها في السادس جوان المقبل ب"المهزلة الكبرى". وكان الجنرال محمد ولد عبد العزيز أعلن أول أمس انه سيستقيل قبل نهاية الأسبوع الجاري من الجيش ومن رئاسة المجلس العسكري الحاكم من اجل أن يقدم ترشحه للانتخابات الرئاسية المقررة في السادس جوان المقبل. وتسعى أحزاب المعارضة للانقلاب العسكري إلى إقحام الشارع والدخول في عصيان شعبي لمنع تنظيم هذه الانتخابات وبالتالي إفشال خطة الجنرال محمد ولد عبد العزيز إلى إضفاء الشرعية على انقلابه.