تميّزت السهرة الثالثة من مهرجان تيمقاد الدولي، بالحضور القياسي للجمهور سواء الشباب أو العائلات، حيث غصّت المدرجات التي تتسع لأكثر من 5 آلاف شخص عن آخرها بالجمهور الذي صنع الفرجة بالأهازيج والهتافات التي تخللتها "وأن تو ثري فيفا لالجيري". السهرة كانت شبابية بلمسة تراثية، واستهل الفنان الشاوي عبد الحميد بلبش الحفل وأمتع جمهوره الواسع بالمدرجات، فكان التفاعل مع النغمة التراثية الأوراسية جميلا وأضحت المدرجات ركحا للرقص، حيث اعتمد على الموسيقى العصرية على آلة الناي والديكور المميّز الذي صنعته فرقته تماشيا والنغمة الشاوية المميزة مبرزا اللباس التقليدي في أعراس الشاوية. وعرفت السهرة انسجاما للجمهور مع الفنانين الذين تعاقبوا على المنصة بما فيها فرقة "تيكوباوين" التي أطربت الجمهور بروائع صحراوية، وأضفى التنوّع الفني الأصيل على السهرة طابعا خاصا عماده الشباب الذي رقص في ليلة فرح اقترحها الشاوي حميد بلبش، وبلال الصغير في الراي. ديدين كلاش في الراب وكذا جليل باليرمو في الزنقاوي. وتحوّل الجمهور في هذه السهرة إلى كورال مرافق للفنانين فإلى ساعات متأخرة من الليل، لم يهدأ بال الشباب في انسجام تام. فقدّم بلال الصغير 6 أغان منها "العشق المجنون"، فيما استعرض جليل باليرمو أشهر أغانيه وأمتع ديدين كلاش على طريقته، قبل أن يغادر المنصة غاضبا دون استلام الدرع بسبب عطب تقني بأجهزة الصوت حال دون تواصله لدقائق مع جمهوره. للإشارة، تختتم سهرات تيمقاد الدولي اليوم الثلاثاء، بعرض "تحويسة دي -زاد" للمخرج الشاب فوزي بن براهيم والوقوف المنتظر للفنان "فلان " على ركح المسرح الجديد لثاموقادي في سهرة فنية ينشطها لوحده وفق ما جاء في برنامج محافظة المهرجان. خلال المهرجانات الفنية والثقافية.. ضيوف باتنة يبرزون أهمية التواصل أبرز الفنانون المشاركون في السهرة الثالثة من الطبعة ال42 لمهرجان تيمقاد الدولي، أهمية التواصل من خلال المهرجان الذي صنفوه في خانة المهرجانات الكبيرة، مؤكّدين على دور ديوان الثقافة والإعلام الذي أسهم، حسبهم، في تطوير المهرجان منذ إعادة بعثه سنة 1997. بالمناسبة، عبّر بلال الصغير عن سعادته بالمشاركة وملاقاة جمهور تيمقاد، منوّها بما أدركه الراي في تطوير الأغنية الشبانية بالجزائر مستدلا بتجارب من سبقوه وساهموا في التشهير له خارج الوطن. ودعا بلال الصغير إلى ما اصطلح عليه ب"الموجة الشبابية" التي تأخذ في الحسبان وظائف التربية التي تسهم في صناعة الفن ومن دونها لن يمرّر الفن رسالته. ردا منه على الذين يعتبرون الراي "مخدّر الشباب"، مضيفا في هذا الصدد أنّ شيوخ الراي عملوا ما بوسعهم لمحاربة العفن الفني. مضيفا أنّ غناء الملاهي لا يؤدي رسالة مشجّعا الذين يخوضون طبع "الزنقاوي". في سياق آخر، أبدى منشط الندوة الصحفية أسفه للرداءة الفنية على حساب الفن الحقيقي بوصفه موروثا ثقافيا وألح على ضرورة محاربة الرداءة، كما أكّد ضرورة اعتماد الكليب المصوّر الذي يشكّل دعامة النجاح الأساسية في مشوار الفنان وختم الندوة بدعوته لثمين دور مهرجان تيمقاد الدولي. من جهته، أكّد مغني الراب ديدين كلاش، وجود إمكانيات لتطوير الراب داعيا إلى تفعيل دور المهرجانات الفنية الهادفة وإبراز دور الفنان في خدمة الفن والإنسانية، مستنكرا مساعي الراغبين في تشويه صورة وسمعة الراب، وحذّر أيضا من تفريغ محتوى الفن، مضيفا أنّ الوقت يتطلّب ركوب الموجة استجابة لميولات وانشغالات الشباب الفنية. وأكّد في السياق وجود استراتيجية تحبيب الشباب في الراب بدل التيه في الفن الهابط، مشيرا بذلك للون "الواي واي".