يتابع الجمهور الوهراني بشغف كبير هذه الأيام عروضا مسرحية في إطار شهر تكريم الممثل المسرحي الراحل، سيراط بومدين، المنظم من طرف جمعية "الأمل" الثقافية تحت شعار "سيراط بومدين عاد هذا الشهر". وبرمجت الجمعية بمناسبة هذه التظاهرة التي انطلقت أواخر الشهر الماضي، كل يوم سبت عروضا مسرحية ب"مسرح الجيب" التابع لها تكريما لهذا الفنان القدير الذي وافته المنية في 20 أوت 1995، وعرفانا لما قدمه للمسرح والتلفزيون والسينما من أعمال لا تزال خالدة. ويقدم هذه العروض التي هي عبارة عن أعمال مسرحية فردية من نوع "ستند أب" شبان موهوبون في الفن الرابع تخرجوا من مدرسة التكوين التابعة للجمعية على غرار أدم كسوري، الذي عرض مرتين عمله الفنّي "نحن" و مسرحية "ستوب" (قف) التي أعاد إخراجها محمد بن صغير، فيما قدم المسرحي محمد ميهوبي، عمله الفني "كواليس". وتشهد فعاليات هذا الشهر الذي يتواصل إلى غاية يوم السبت القادم، إقبالا كبيرا من طرف متذوقي الفن الرابع، وأعمال فقيد المسرح سيراط بومدين، الذي لا زال يسكن القلوب. وقال أحد منظمي هذه التظاهرة الثقافية إنها شكلت فرصة أيضا لاكتشاف مواهب جديدة لإثراء الحركة المسرحية بوهران، وتقتفي آثار عمالقة المسرح الجزائري". وبرمج المنظمون خلال الأيام الثلاثة الأخيرة لهذه التظاهرة أنشطة ثقافية شملت تنظيم جلسات لقراءة درامية لمسرحية جديدة من إنتاج جمعية "الأمل" ينتظر تقديمها على ركح مسرح وهران شهر ديسمبر القادم، بالإضافة إلى عرض فيديو للعمل التلفزيوني "شعيب الخديم" للفنان الراحل سيراط بومدين. يعد الفنّان الراحل سيراط بومدين، الذي ولد في 1945 بوهران، وتوفي في 20 أوت 1995 بمستغانم، أحد الوجوه البارزة في التمثيل سطع نجمه في سماء الفن عندما اسند له الفنّان المسرحي عبد الرحمان ولد كاكي، أدوارا في أعماله المسرحية على غرار رائعة "القراب والصالحين"، حيث أبان عن قدرات خارقة لتقمص عدة شخصيات، في نفس الوقت سواء على المسرح أو أمام الكاميرا. وبرع في تقنيات التعبير من خلال حركته الجسمية مما جعله يشد انتباه الجمهور.