يسعى مسؤولو قطاع الفلاحة الى توسيع المساحات المزروعة من منتوج الذرة في الولايات الجنوبية، وذلك كخطوة ضمن مسار السعي لتحقيق الأمن الغذائي الذي أكد رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، أنه الحل الوحيد لاستكمال أركان السيادة الوطنية، وهي القناعة التي جعلته يقر العديد من إجراءات الدعم لصالح الفلاحين، قصد التحرر من التبعية التي تعانيها الجزائر في تغطية حاجتها من القمح. إذ يسعى المسؤولون بالعديد من الولايات الجنوبية وبولاية ورقلة تحديدا إلى توسيع المساحات المزروعة من منتوج الذرة، بعد نجاح تجارب زراعتها بنوعيها عند عدد محدود من الفلاحين خلال السنتين الماضيتين، والتركيز أكثر على الذرة الحبية (حبوب) للمساهمة في تقليص فاتورة الاستيراد والمساهمة في تحقيق الأمن الغذائي للبلاد. وكشف حاج تومي، مدير الفلاحة بالنيابة، أن 22 مستثمرا انخرطوا في برنامج زراعة مساحة إجمالية تقدر ب1500 هكتار موزعة على أربع بلديات وهي: ورقلة، نقوسة، سيدي خويلد، حاسي مسعود. وأضاف حاج تومي، أن إنشاء الديوان الوطني لتطوير الزراعات الصناعية في المناطق الصحراوية ساهم في توطين هذه الزراعة بولاية ورقلة وتحفيز المستثمرين. من جهته، أوضح عبد الغني قادري، رئيس مصلحة بالنيابة، أن دعم الدولة المالي والتقني لعديد الأنشطة الفلاحية أضاف بُعدا تحفيزيا آخر أمام المستثمرين لضبط الإنتاج والدعم التقني، بالإضافة إلى الإمكانيات الطبيعية التي يتمتع بها قطاع الفلاحة بورقلة، على غرار الأراضي الزراعية الشاسعة والمياه الجوفية،وتتمثل مجالات الدعم في الربط بشبكة الكهرباء، أين تم بولاية ورقلة إنجاز 50 بالمائة من برنامج رئيس الجمهورية المقدر ب150 كلم في هذه الولاية الشاسعة. وتأتي هذه التجربة لتترجم قناعة وزير الفلاحة، محمد عبد الحفيظ هني، الذي أكد في العديد من المرات أن الجزائر بإمكانها تحقيق الاكتفاء الذاتي من خلال زراعة الأراضي الصحراوية، مؤكدا أن الحل يكمن في الزراعة الصحراوية والتي تعتمد على مستويات إنتاج قادرة على تحقيق الاكتفاء الذاتي من الحبوب وخاصة القمح اللين. وتحدث هني عن الاهتمام الذي أبداه المستثمرون الوطنيون والأجانب للاستثمار في هذا المجال، مشيرا إلى أن الأمر أصبح ممكنا في شكل امتيازات تمنح وتكون قابلة للتجديد لمدة 40 سنة. كما كشف المتحدث ذاته عن توفير شبكة نقل أكثر كثافة وتنوعًا لنقل الحبوب في جميع الاتجاهات بالجنوب، موضحا أن الأمر يتعلق ب"آلاف الشاحنات نصف المقطورة"، والأهم أيضا هو تطوير شبكة النقل بالسكك الحديدية، يضيف هني. وجدّد المسؤول الأول عن القطاع تأكيده بأن الجزائر لديها كل الوسائل اللازمة لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الحبوب، سواء كانت أراض زراعية أو موارد مائية أو بذور أو مهارات بشرية، أو هياكل تنظيمية.