نظمت الجمعية الولائية لمنتجي العنب بالتنسيق مع مديرية الفلاحة والغرفة الولائية للفلاحين ببومرداس، مؤخرا، الطبعة الرابعة لعيد العنب، بمشاركة العديد من منتجي عنب المائدة، طرحوا، خلالها، بعض العراقيل التي تحول دون تطوير هذه الشعبة رغم توسع مساحة الكروم سنة تلو أخرى، حيث تشير الأرقام إلى زيادة في إنتاج عنب المائدة بقرابة 600 ألف قنطار عن الموسم السابق، ليصل إلى قرابة 3.9 ملايين قنطار خلال موسم 2022. تشير أرقام مديرية الفلاحة إلى بلوغ المساحة الفلاحية الإجمالية بولاية بومرداس، إلى أزيد من 97 ألف هكتار، منها ما يفوق 62 ألف هكتار صالحة للزراعة، أي 64% من المساحة الإجمالية. كما تمثل المساحة المسقية 43%، وتحتل زراعة العنب 29%، حيث عرفت هذه الشعبة توسعا خلال العقدين الأخيرين، جعل الولاية تحتل الصدارة من حيث إنتاج عنب المائدة بنسبة 53%. ويترجم ذلك المساحة المزروعة المقدرة ب 18492 هكتار، منها 15987 هكتار مساحة منتجة. كما تشير التقديرات إلى إنتاج قرابة 3.9 ملايين قنطار من عنب المائدة خلال الموسم الجاري، بمعدل 245 قنطار في الهكتار الواحد.. وهي معطيات إيجابية جدا، تعكس الجهود المبذولة من طرف عدة فاعلين في السنوات الأخيرة، غير أن عراقيل مازالت تحول دون تنظيم أكثر لهذه الشعبة، وعلى رأسها غياب سوق جملة، قال رئيس الجمعية الولائية لمنتجي العنب يوسف أوملال ل "المساء"، على هامش تظاهرة عيد العنب المنظمة بمقر مديرية المصالح الفلاحية، موضحا أن غياب العقار الصناعي وتماطل الإدارة من الأسباب المعرقلة في سبيل تجسيد هذا المسعى رغم وجود خواص يضيف يرغبون في الاستثمار في هذا الشق، مشيرا في هذا الصدد، إلى أن إقامة سوق جملة كفيلة بتنظيم شعبة العنب، وبالتالي القضاء على الوسطاء ممن يتسببون في مضاعفة الأسعار. وفي سياق متصل، ضم كل من حمزاوي خليفة والعكروف توفيق وحمزة حسن - وهم من منتجي عنب المائدة من منطقة بغلية شرق ولاية بومرداس - أصواتهم لصوت رئيس الجمعية، للتأكيد على أن غياب سوق جملة ساهم، بشكل مباشر، في مضاعفة سعر الكيلوغرام، بقرابة ثلاثة أضعاف في أسواق التجزئة، مبدين أسفهم لطرح هذا الإشكال كل سنة بدون أن يجد طريقا للتجسيد. كما أكدوا على أسباب أخرى ترهق كاهل الفلاح، وعلى رأسها غلاء الأدوية والأسمدة، وغياب الدعم عن العتاد الفلاحي بسبب العقود، وكذا نقص مياه السقي. وقال الفلاح حمزاوي خليفة في هذا الصدد، إن اهتراء شبكة السقي من وادي سباو وغلاء العتاد من محركات وغيرها، يجعل من الصعب جدا السقي من هذا الوادي. كما إن عراقيل الإدارة تحول دون تمكين الفلاحين من حفر آبار. ويطرح خليفة، كذلك، غياب العقار الفلاحي الذي يمكّنه من توسيع استثماره، مطالبا السلطات الولائية بتمكينه من عقار فلاحي يتربع على قرابة 5 هكتارات في منطقة مشتة علال ومشارف ببلدية بغلية، لتوسيع الاستثمار، والمساهمة في خلق مناصب شغل. وبالمثل طالب الفلاحون حمزة حسن والعكروف توفيق وياسين حمزاوي الجهات المختصة، بتسهيل الاستثمار بولايات أخرى، مثل تيبازة والطارف وسكيكدة، لتوسيع شعبة عنب المائدة أكثر فأكثر، تسهيلا لتحقيق الاكتفاء الذاتي، والذهاب نحو التصدير. ومن جهته، طالب الفلاح محمد مدقة منتج أنواع عنب المائدة من بلدية بغلية التي تعتبر مهد العنب ببومرداس السلطات المعنية بالعمل على فتح مخبر لتحليل نوعية المنتجات الفلاحية ومنها العنب، مؤكدا أن هذه الخطوة ستفتح آفاقا أمام الفلاحين من أجل التصدير، خاصة نحو السوق الأوروبية، علما أن تجارب خاصة بولاية بومرداس، أثبتت إمكانية تخزين العنب من نوع "الراد غلوب" إلى غاية 6 أشهر. كما لفت محدث "المساء" إلى حاجته إلى الدعم بتوفير عقار صناعي، يمكنه من توسيع استثماره، لا سيما أن له تجارب مرضية جدا في إنتاج عصير عنب طبيعي بدون أي إضافات صناعية، وكذا إنتاج الزبيب بكميات محتشمة. وقال إن هذه الشعبة تحديدا، بحاجة إلى تقنيات وتجهيزات. كما تأسف لعدم ربط مستثمرته بالكهرباء الريفية منذ أزيد من سنتين. ودعا، في المقابل، إلى تنظيم أسواق للجملة، التي يشكل بعضها خطرا حقيقيا، حسبه، على الفلاح. نشير أخيرا إلى وجود 5 أنواع من عنب المائدة، على رأسها "الصابال" بمساحة منتجة تقدر ب 8444 هكتار، وبمعدل إنتاج يصل إلى 291 ق/ه، يليه "الرادغلوب" بمساحة منتجة تقدر ب 2949 هكتار بمعدل 297 ق/ه، ثم "الكاردينال" بمساحة منتجة ب 3263 هكتار وبمعدل 134 ق/ه، ثم كل من "الداتيي" بمعدل إنتاج 102 ق/ه، و«الموسكا" بمعدل 119 ق/ه.