نشطت الفنانة دليلة فرحي أمس بالمركب الثقافي "الهادي فليسي" ندوة صحفية تحدثت فيها عن مسارها الفني في الموسيقى الكلاسيكية وهي التي بدأت تخطف الأضواء وتنافس ألمع الأسماء النسوية في هذا المجال. توقفت السيدة فرحي عند أهم المحطات التي شهدت صقل موهبتها الفنية والتي ترعرعت فيها مبكرا باعتبارها من عائلة مولعة بالفن الأندلسي خاصة والدتها، غير أن والدها رفض انضمامها لأي نشاط فني كي لا يعطل دراستها، وقرر أن تدخل معهد العلوم السياسية والعلاقات الدولية فحققت له رغبته بامتياز ودخلت مجال التكوين الموسيقي مع حصولها على شهادة البكالوريا سنة 1995 وبالضبط بجمعية »الفخارجية« ثم المعهد البلدي بالعاصمة وتحصلت فيه على الجوائز الأولى، كما دخلت القسم العالي بجمعية »الفخارجية« وتتلمذت على يدي كمال بلخوجة وأرزقي حربيت وانخرطت سنة 1997 في جمعية »الفنون الجميلة« مع عبد الهادي بوكورة. بالمقابل لم تهمل السيدة دليلة دراستها حيث تحصلت ثلاث مرات على شهادة البكالوريا بتفوق ودرست 3 اختصاصات هي العلوم السياسية والترجمة ثم الموسيقى. لم تكتف دليلة بالأداء الموسيقي الغنائي بل تعدته إلى العزف فتمكنت من الماندولين بفضل الأستاذ ناصر بن مرابط رئيس جمعية »الموصلية« وقد تحدثت عن علاقتها الحميمية مع هذه الآلة علما أن لها تصميما خاصا من ابتكارها، حيث تختلف -على غير العادة- جوانبها وحوافها والتي جسدها لها الصانع الراحل بن عيشة. صدر لدليلة فرحي سنة 2007 قرص مضغوط في نوع الحوزي »صالح باي« وفي 2008 قرص آخر من نوع الحوزي ايضا »لشواق« وينتظر أن يصدر لها قريبا قرص آخر، وما يميز أعمالها في هذه الأقراص، خاصة في »صالح باي« اعتمادها على النصوص القديمة والنادرة كمحاولة لإعادة احيائها، منها نص »للّه وكلت أمري« (عروبي) الذي أداه بشطارزي سنة 1910 و»صالح باي« في »قالوا العرب قالوا« الذي أدته يامنة سنة 1913 وبآداء وطبعة عاصمية مختلفة عن القسنطينية وسردت دليلة بالتفصيل تاريخ صالح باي حاكم قسنطينة وهناك نص »مشروحة« ل »ليلي بونيش« وأداؤها ل »المشموم« الأغنية الأندلسية الخفيفة (طقطوقة) ظاهرة التكرار الأعمى الذي يلجأ إليه بعض الفنانين حاليا في أعمالهم. الفنانة تحدثت عن زوجها عازف الكمان الذي يتولى شؤونها الفنية ويساعدها في حياتها الشّخصيّة كزوجة وأم. فرحي ستحيي غدا عند التاسعة مساء حفلا بمسرح الهواء الطلق، كما ستحيي حفلات أخرى منها حفلها بوهران يوم 21 جوان وحفل يوم 25 جوان بالعاصمة، ويوم 14 سبتمبر بقصر الثقافة (سهرة رمضانية).