سلطت المنظمة الوطنية لحماية وإرشاد المستهلك ومحيطه، الضوء على ما يتم عرضه في الأسواق من تحضيرات جبنية، لا يزال العديد من المستهلكين لا يعرفون الفرق بين "الجبن" و"التحضيرة الجبنية"، التي ليست نفس المنتج، أو بالأحرى لا يتناول المستهلك ما يعتقد أنه نافع له حقيقة، لاسيما أنها ليست أجبان. أوضح أعضاء المنظمة، من خلال حملة تحسيسية توعوية، مؤخرا، حول الفرق بين الجبن و"التحضيرة الجبنية"، التي يوجد فرق كبير بينها، من حيث التركيبة الأساسية لكلتا المنتجين، وكذا من حيث منافعها على الصحة.أكدت المنظمة أنه رغم أن إنتاج الأجبان والياغورت في كل العالم، يخضع لقانون واضح يحدد المعايير، إلا أن ما يتم تسويقه في الجزائر، ماعدا بعض العلامات، يبقى بعيدا عن المعايير العالمية المنصوص عليها، بحيث أن الكثير من المنتجات التي تسوق اليوم في محلاتنا لا علاقة لها بتلك المعايير، وليس لها أية قيمة غذائية، كما أنها تفتقد للذوق الذي يعد أحد المعايير التي تحدد ميولات المستهلك وتفضيلاته، بل من المنتجات التي يشكل بعضها خطرا على صحة المستهلك.في هذا الصدد، أشار مصطفى زبدي، رئيس المنظمة الوطنية لحماية وإرشاد المستهلك ومحيطه، أنه بسبب الأزمة الاقتصادية التي طالت البلد، ومست العديد من المؤسسات الإنتاجية، حاول الكثير من أصحابها التعايش مع الوضعية، من خلال التقليل في النفقات، لتحقيق الربح أكثر، وهذا ما أدى بهم إلى المساس بتركيبة الكثير من المنتجات، على حساب حق المستهلك في استهلاك منتج بمعايير ذات جودة عالية، وأكد أن الكثير من منتجي الأجبان لجأوا إلى تقليل كمية الحليب وتعويضها ببعض المضافات الأخرى، كإضافة المواد الدسمة النباتية عوض الحيوانية، وإضافة بعض المنكهات والملونات التي توحي للمستهلك بأنه يتناول جبنا أو ياوورتا حقيقيا، إلا أنه في حقيقة الأمر، هي بدائل أقل تكاليف، تتمثل في زيوت ومواد دسمة، مع القليل فقط من الحليب، في حين أن التركيبة الحقيقية للجبن هي حليب البقرة، وكلما كان خالصا كلما كان الجبن ذو نوعية جيدة، فالجبن المصنع من مواد نباتية، لا يعد جبنا، بل مجرد مواد دسمة، مما يسميه هؤلاء المنتجين ب"التحضيرة الجبنية". وأضاف أن القيمة الغذائية للجبن ليست نفسها ل"التحضيرة الجبنية"، فلا يمكن مثلا، أخذ النسبة اليومية التي يحتاجها الجسم من الكالسيوم باستهلاك تلك المنتجات أو "التحضيرات الجبنية".ولتحديد تركيبة ما نستهلكه، يقول زبدي: "لابد من قراءة المكونات بدقة، لأنه عادة ما يتعمد منتجوه على كتابة ذلك ببنط صغير "تحضيرة جبنية"، إذ أنها تحمل نفس العلامات التجارية القديمة، فالأجبان تحتوي على نسب أكثر من الحليب ونسب أقل من المضافات الغذائية الأخرى، في حين أن "التحضيرة الجبنية"، تحتوي على نسبة قليلة من الحليب ونسب أكثر من المواد الدسمة النباتية والنشاء، وبذلك تصبح أقل قيمة غذائية من الأجبان، مثلها مثل أنواع الياغورت، فكل أنواع الياغورت التي تباع في الأسواق ما هي إلا تحضيرات لبنية لا غير، مشددا على ضرورة اقتناء الأجبان عوض التحضيرات الجبنية والياغورت، بدل التحضيرات اللبنية، لأن بها فوائد كثيرة ولا تضر بصحة الإنسان.