عرض الحرفي عبد المالك سلاطنية، خلال المعرض الذي أقيم مؤخرا بالمعهد التكنولوجي المتوسط الفلاحي بقالمة، في إطار إحياء اليوم العالمي للإرشاد الفلاحي، مختلف الزيوت المستخلصة من عملية تقطير الأعشاب العطرية، من بينها زيت نبتة "الريحان"، والذي جلب انتباه الزوار، الذين راحوا يتساءلون عن فائدته، التي نعود إليكم بها في دردشة جمعت "المساء" بالحرفي عبد المالك سلاطنية، حول الطريقة التقليدية في تقطير الأعشاب العطرية والطبية، وفوائدها. قال الحرفي عبد المالك سلاطنية في بداية حديثه، إن تنظيم شعبة النباتات العطرية يتم من مصدّرين، وجامعيين، ومنتجين، وتجار وحرفيين في الشعبة. وعملية استخلاص الزيوت الأساسية تتطلب توفر كميات كبيرة من الأعشاب الطبية، الأمر الذي دفع به إلى التسجيل بمحافظة الغابات لولاية قالمة، ليتسنى له التجول رفقة بعض المختصين في الغابات في أعالي الجبال بإقليم الولاية، بغية الحصول على الكميات المطلوبة من الأعشاب، حيث تم تسجيله في المجلس المهني المشترك، فرع النباتات العطرية لولاية قالمة، الذي تأسس في سنة 2019، ويوجد مقره بمحافظة الغابات بالولاية. وأوضح المتحدث أنه مثلا لجلب الكاليتوس يلزمه التنقل إلى الجبال، حيث ينبغي تقطير النبتة بمجرد قطفها، لتكون زيوتها ذات جودة عالية. والهدف من ذلك إنتاج مواد طبيعية محضة، مضيفا أن استخلاص الزيوت الأساسية من الأعشاب العطرية، عملية صعبة، تتطلب بذل الكثير من الجهد، كما إن العملية تتطلب تقطير كل نبتة على حدى. وبخصوص تحضير مختلف مستحضرات التجميل والعناية بالبشرة، قرر التخصص في تقطير الأعشاب الطبية والتجميل، خاصة بعد خبرته في مجال الأعشاب الطبية التي تزخر بها بلادنا في المناطق الجبلية. واختار عبد المالك سلاطنية مهنة التقطير، حيث خضع لتكوين حول هذه النباتات في مركز التكوين المهني "أومدور عبد الحق" لمدة 3 أشهر، خاصة في مجال الزراعة والجني، والأوقات المناسبة للجني، والأسمدة، وغير ذلك. وتحصّل على شهادة في استخلاص الزيوت النباتية في جميع الطرق، وتم عقد اتفاقية مع مديرية التكوين المهني. وفي ما يتعلق بعملية التقطير، أوضح أنه قام باقتناء آلات التقطير. والعملية تتم في منزله بالشراكة مع صديقه. واعتبر المتحدث أن شجرة "الريحان" جزائرية بامتياز، وموجودة، بشكل مكثف، في ولاية قالمة ومناطق أخرى، غير أنها لم تحظَ بالاهتمام اللائق، فيما تدر على بعض البلدان مداخيل هامة، فهي مطلوبة بكثرة في الدول الأوروبية، خاصة أنها تُستخدم في مجال التجميل، وفي المجال الطبي، بحيث يفيد زيت "الريحان"، أساسا، في الدوالي. وبإضافة زيت الزيتون إليه يفيد في البواسير. كما يُستخدم في المجالات الخارجية للجسم بالتدليك، وفي أمراض الحساسية الصدرية، وتساقط الشعر؛ إذ يُستعمل لتكثيف الشعر وتقويته مع استعادة لون الشعر الأصلي. أما الماء المقطر لنبتة "الريحان"، فإنه يُستعمل في التجميل، وخاصة للبشرة المترهلة، وحب الشباب، والبشرة الدهنية، ومفيد للثة. ثقافة استعمال الريحان ضعيفة أكد سلاطنية في حديثه، أن ثقافة استعمال الزيوت المستخلصة من النباتات في الوسط الاجتماعي على مستوى ولاية قالمة، لم تعرف انتشارا بعد. أما بالنسبة للولايات الأخرى على غرار قسنطينة وتبسة، فتعرف رواجا، وإقبالا عليها، مشيرا إلى مشكل النقل، وقلة الإمكانيات لتغطية طلبات وتلبية الاحتياجات من الزيوت الأساسية المستخلصة من النباتات العطرية والأعشاب الطبية، عبر مختلف الولايات، وحتى بلديات الولاية. وأضاف: "إن الانطلاقة الحقيقية للمنتوج لم تبلغ ذروتها بسبب غياب الأموال الضرورية"، مشيرا إلى أنه أثناء الذروة، من 5 إلى 6 قناطير من نبتة "الريحان"، تعطي مردودا يقدر بلتر واحد من الزيت، ومؤكدا أن المشروع مازال في بدايته، قائلا: "لم نتوسّع في عملية الجني، ولم ندخل في العمل الفعلي نظرا لعدم توفر السيولة المالية والدعم من جهة. ومن جهة أخرى، لم نتحصل بعد على بطاقة حرفي، وسجل تجاري. ثم نحن نقوم بالترويج لمنتوجنا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وخلال تنظيم المعارض. وكحرفيين، من خلال مشاركتنا في المعارض، نقوم بتوعية المواطنين عن طريق إطلاعهم على منتجاتنا، وكيفية إعدادها، ليدركوا الفرق بينها وبين المغشوشة". ويواصل المتحدث قائلا: "ولهذا نحن نطالب بدعم من الدولة، يتمثل في الاستفادة من قطع أرضية للاستغلال في زراعة النباتات الطبية والعطرية، خاصة ونحن نفتقر إلى أملاك وأراض زراعية، فنحن نسعى إلى غرس النباتات، وتوطينها مثل الريحان، والخروع، والمرمية، والخزامة، وإكليل الجبل وغيرها"، مضيفا:" لعلمكم، فإن لترا واحدا من زيت نبتة الريحان يقدر ثمنه ب 1.5 مليون سنتيم". ويتمنى الحرفي المختص في تقطير الزيوت العطرية والطبية عبد المالك سلاطنية، أن تكون المؤسسات المالية في خدمة هذا المنتوج الحيوي بالنسبة للجزائر، بعيدا عن الاستيراد والمضيّ في اتجاه إنجاز الاستقرار المعوَّل عليه.