سارع يوسف جباري رئيس مولودية وهران، إلى الاجتماع بلاعبيه، ليقنعهم بالعودة إلى التدريبات التي قاطعوها يومين؛ احتجاجا على عدم تسديده جزءا من مستحقاتهم العالقة، مقدما وعودا بمنحهم راتبين شهريين في تاريخ أقصاه الأسبوع الأول من شهر ديسمبر القادم. كانت الأنظار مصوَّبة نحو ملعب "الشهيد أحمد زبانة"، لمعرفة مدى جدية الاتفاق الحاصل بين جباري وزملاء الحارس سوفي، حيث وقف الحاضرون، أول أمس، على عودة المجموعة إلى العمل عاديا، ووسط ارتياح كبير من الطاقم الفني بقيادة المدرب الرئيس عمر بلعطوي، الذي لم يُخف قلقه من التوقيت الذي اختاره اللاعبون لمقاطعة التدريبات للمطالبة بأموالهم، ومولودية وهران في منحى تصاعدي أداءً ونتائج، وأمام فرصة الذهاب بعيدا في منافسة كأس الجمهورية إذا ما استغلت، إيجابا، فرص استقبالها على ملعبها، منافسيها في الدورين 32 و16 على التوالي. لكن ارتياح بلعطوي مؤجَّل، ومرتبط بتنفيذ جباري لوعوده، وتخلّيه عن تخاذله المعتاد، وكذلك بتجسيد اللاعبين تهديدهم ووعيدهم بالعودة إلى الإضراب عن العمل، بل واللجوء إلى لجنة فض المنازعات؛ حتى تمكنهم من أموالهم، وتسريحهم الآلي من النادي الحمراوي. ويوجد مسؤولو مولودية وهران في وضعية لا يُحسدون عليها؛ ذلك أن الانتقادات تطوّقهم من كل جانب؛ من والي الولاية سعيد سعيود الذي انصرف عن الحديث إليهم والالتقاء بهم، والذي ألح عليهم بإنهاء الصراعات الداخلية والشخصية التي تنخر بيت المولودية، ولمّ شملهم، مع منحهم مواعيد لتفعيل ذلك، لكن بدون نتيجة على أرض الواقع، والجميع مازالوا ينتظرون أفعالا لا أقوالا. وزادت الأزمة تفاقما بعد إلغاء الاجتماع الذي كان مقررا أن يجمع الوالي سعيود بأهم المساهمين الفاعلين في الشركة الرياضية، والذي وصفه المهتمون بشأن النادي الحمراوي، بالحاسم؛ من أجل وضع النقاط على الحروف في العديد من القضايا الإدارية والمالية العالقة. هذه الوضعية حركت أعضاء من لجنة الأنصار، الذين دعوا، صراحة، رئيس الفريق يوسف جباري، إلى الرحيل عن مولودية وهران، وترك تدبير شؤون الفريق لمن هو أقدر منه على تحمّل مسؤولية ذلك، متهمينه بالتماطل العمدي في حل مشاكل التشكيلة، ووضعها في أفضل الظروف، كما طالب بذلك الوالي سعيود في آخر تصريح إعلامي له، في وقت تسجل مولودية وهران، نتائج إيجابية في البطولة الوطنية، معربين عن تذمرهم من تكرار نفس أسطوانة المستحقات العالقة، والرواتب الشهرية غير المسدَّدة