أين ستقضي عطلتك هذا العام؟ سؤال يعود كل سنة ليتردد على مسامعنا، وإجابته تختلف من فرد لآخر، فمنهم من سطر وبرمج، ومنهم من لايعرف الإجابة، كما لا يود البعض الخوض في هذا الحديث، لأنهم ببساطة يمتنعون عن أخذ عطلتهم السنوية حيث الإمكانيات والوقت والمشاكل لاتسمح بذلك أو حتى بمجرد التفكير في وجهة ما. حتى إذا كان بعض الجزائريين يتمكنون من قضاء عطلهم خارج الوطن، إلا أن هناك العديد ممن يحلمون فقط بذلك إذ يبقى مجرد حلم يسعون إلى تحقيقه، وبما أنه صعب المنال فإنهم يحاولون إيجاد البديل، يقول »عبد الوهاب.س« عامل في مؤسسة عمومية: »كل العطل بالنسبة لي تتشابه، فلا أتذكر يوما أني قضيت أياما خارج الوطن أو في مكان آخر، فعطلتي تبدأ في الحي وتنتهي فيه بين النوم ومشاهدة التلفزيون والسهر مع الأصدقاء في نفس الحي، كون الحرارة عالية في البيت، ولا يمكن النوم ليلا«، ومثل عبد الوهاب كثيرون ممن التقيناهم، حيث أكدوا لنا أن أيام العطلة بالنسبة لهم أصبحت مملة، كون إمكانياتهم محدودة، ورغم أنهم يشتغلون إلا أن هناك الكثير من الأولويات التي تسبق الذهاب للتنزه أو قضاء أيام بعيدا عن البيت، وهذا حال بعض الطلبة أيضا، منهم »ياسين.م« طالب جامعي، والذي يقول »عطلتي الصيفية أقضيها في العمل، فبمجرد نهاية الدراسة أبحث عن عمل، فمنه أقضي وقتي وأحصل على بعض المال ليساعدني عند الدخول الجامعي الجديد«. بالنسبة للبعض من ذوي الدخل المحدود فإن العطلة أصبحت هاجسا وليست راحة، في حين أن البعض حتى وإن لم يكن دخلهم كبيرا، إلا أنهم ينظمون أنفسهم لقضاء أيام الراحة بكل راحة، فمنهم من يتوجه إلى شاطئ البحر يوميا، ومنهم من يتفق مع معارفه على تقاسم التكاليف لقضاء بعض الأيام في مكان ما. تقول "ياسمين.ن" أم ا لطفلة: »نتفق غالبا مع أختي وزوجها وأخي واسرته، لنقوم بكراء شقة على شاطئ البحر، نقضي فيها بعض الأيام ونتقاسم كل التكاليف مع بعضنا البعض«، وحتى إذا حاول البعض إيجاد البديل لقضاء العطلة، إلا أن هناك منهم من لا يتمكن حتى من الخروج، نظرا للغلاء الفاحش في كل مكان، خاصة بانطلاق موسم الصيف، حيث ترتفع الأسعار إضافة إلى قلة وسائل النقل التي تجعل بعض العائلات تتوجه إلى المناطق التي تنحدر منها، وما أكثر هذه العائلات التي تجد راحتها في الريف، كون المهم بالنسبة لها تغيير الجو فقط، ومنه زيارة العائلة الكبيرة، ويرى (محمد.ع) المنحدر من منطقة القبائل »قضاء العطلة في جبال جرجرة يجعلني أحيا من جديد، فأبتعد عن الضغط وأتخلص من القلق خاصة في أحضان الطبيعة والهواء النقي«. وإذا كان كل هؤلاء يحاولون إيجاد المكان المناسب لقضاء أيام الراحة، فإن هناك البعض منهم ممن يمنعون حتى عن أخذ عطلتهم السنوية، مثل حال »سليم . ش« عامل في إحدى المؤسسات الخاصة »أنا أفضل مواصلة العمل، لأنه من جهة ليست لدي أية وجهة أذهب إليها لقضاء عطلتي، ومن جهة ثانية أفضل أن أحصل على أجرة شهر العطلة لأستفيد منها، مادام أن الشركة تقترح علينا ذلك«، ولأن الصيف في الجزائر يتميز بكثرة الأعراس فإن البعض من الذين تحدثنا إليهم أكدوا أنه لا وقت لديهم للترويح عن النفس خارج البيت، لأن برنامج الصيف مكثف بالأعراس، والعطلة تنقضي جراء ذلك دون الاستمتاع بها. ويبدو من خلال الآراء التي جمعناها أن المواطن الجزائري البسيط على العموم يبقى محروما من قضاء عطلة مريحة مثل الميسورين، فالعامل لا يمكنه أن يقتصد عادة لجمع تكاليف تغطية متطلباته الخاصة خلال شهر كامل.