ا أحد يمكنه أن ينكر بأنه يتمنى النوم لدقائق أو ساعات أطول، وهو ينهض صباحا من سريره ليتوجه الى العمل أو الدراسة في رمضان، والدليل على ذلك أن الكثير من الصائمين هذا العام، فضلوا أخذ عطلتهم السنوية، خلال هذا الشهر لاسيما وأن الحرارة لا تزال مرتفعة، ولهؤلاء أسبابهم التي قد نتفهمها وتجلعنا نقول حسنا ما فعلوا، ونضيف لو أننا حصلنا على العطلة كلنا هذا الشهر لكان أحسن! ومن هؤلاء إطار في الضرائب اعتاد كل عام أخذ عطلته خلال هذا الشهر، هروبا من جو العمل في المصلحة التي لا تعرف الهدوء في أيام السنة الأولى، فما بالك بأيام الصيام، صديقنا سطر يومياته الرمضانية بين النوم والبقاء في البيت أمام التلفزيون وقبيل الإفطار ببعض الوقت، يأخذ أطفاله في جولة بسيارته ليبعدهم قليلا عن ضغط المدينة، ويبتعد هو أيضا عن مشاكل المنزل والروائح المتصاعدة من المطبخ، فهو يرى أن طباع الناس تتغير خلال هذا الشهر، ليفضل الراحة في شهر العبادة حتى لا يحتك ببعض الناس، الذين يصبحون كالكبريت قابل للاشتعال في أي وقت، فالأفضل كما قال: "ما تشوف بليس ما تسمي منو".. حاولت أن أنبه صديقي، إلى أن إبليس مصفد في هذا الشهر، فهز رأسه ضاحكا وقال: " لا أدري ربما بعض الناس أكثر من إبليس".. خال صديقنا هذا جعلنا نطرح التساؤل: هل يحتاج كل جزائري إلى عطلة خلال شهر رمضان؟ فهذا قد يساعد على مكافحة الكثير من الطبائع الفاسدة التي تكثر خلال هذا الشهر، وهكذا تكون العطلة رسمية مادام الكثير من أمور الناس حاليا، معطلة إلى ما بعد العيد.