كريم مطمور أسبوع بالضبط بعد نهاية مغامرة المنتخب الوطني في المونديال، يفتح كريم مطمور قلبه ل "الشروق" في حوار مطول ومشوق، عدنا فيه معه للحديث عن كل صغيرة وكبيرة عن المشاركة الجزائرية في هذه المنافسة الكبيرة التي تبقى كما قال لنا راسخة في ذهنه، خصوصا وأنها الأولى في مشواره الكروي والأولى أيضا بالنسبة للجزائر بعد 24 من الغياب. مشاركة كما قال سفير الشروق أكسبت الخضر المزيد من التجربة والحنكة الكروية التي بدون شك سيستفيدون منها كثيرا في المناسبات المقبلة. * - كريم،كيف هي الأحوال بعد أسبوع من نهاية مغامرة المنتخب الوطني في المونديال؟ * الحمد لله، أنا بصدد أخذ قسط من الراحة، ولا زالت تلك الأيام الرائعة التي قضيناها مع المنتخب الوطني في جنوب إفريقيا راسخة في ذاكرتي.. وأستعيدها من حين لآخر. * * - وما تقييمك الشخصي للمشاركة الجزائرية في هذه المنافسة العالمية؟ * صراحة، أعتقد أنها كانت إيجابية إلى حد بعيد، لا سيما وأنها تأتي بعد 24 سنة من الغياب .. للأسف الشديد لم نغامر كثيرا في الهجوم، ولو فعلنا ذلك لكان بمقدورنا الذهاب بعيدا، ورغم كل ذلك أعتبر مشاركتنا مثالية ولا نستحي بها. * * - المشكل في المنتخب الوطني كما يقول العارفون كان في الهجوم؟ * ليس بالضبط في الهجوم، صحيح لم نغامر كثيرا في هذه المنطقة ولم نحسن استغلال الفرص التي أتيحت لنا، في نظري كلاعب المشكل كان في غياب التوازن بين الدفاع والهجوم، تصور أنني كنت وحيدا في الأمام وهذا غير معقول، لكن في الدفاع كنا خمسة لاعبين وفي بعض الأحيان أكثر لما اقتضت الضرورة لذلك، وأفضل مثال على الفرق التي اعتمدت الهجوم أراه في منتخب الولاياتالمتحدةالامريكية التي كان يهاجم أمامنا بعدد كبير وصل إلى حد الأربعة لاعبين، مثلما حدث في اللقطة التي سجل فيها علينا، كانوا أربعة لاعبين، بينما نحن فكنا نهاجم بلاعب واحد وفي بعض الأحيان بلاعبين، فكيف إذن يطالب البعض بالمزيد، حتى لو كان مكاننا نجوم كبار مثل رونالدو لعجز على الوصول للتسجيل، وما حدث لهذا الأخير في اللقاء أمام إسبانيا مثال حي على ذلك، حيث كان رونالدو معزولا في الهجوم، مما جعله لا يقدم شيئا لبلده. * * - وكيف تقيم المستوى العام مباراة بمباراة؟ * مردودنا تحسن بشكل ملفت للإنتباه من مباراة لأخرى ، حيث استعدنا الثقة بالنفس ، فمردودنا في مباراة سلوفينيا لا يتشابه تماما مع ما قدمناه أمام انجلترا ولا أمام الولاياتالمتحدةالأمريكية، فخلال الربع ساعة الأولى من مباراة الولاياتالمتحدة عاش دفاعهم الجحيم، لكن مع مرور الدقائق استعادوا زمام الأمور لا سيما في الهجوم فكانوا أفضل منا، المهم أن المشاركة في هذا المونديال منحت اللاعبين الجزائريين وكل الشعب الجزائري الثقة بالمنتخب الحالي وهذا سيكون بمثابة سلاح هام لنا في المستقبل. * * وماذا كان ينقص الفريق إضافة إلى الهجوم والثقة بالنفس؟ * لا يوجد أشياء أخرى خانتنا إضافة إلى المغامرة في الهجوم والثقة بالنفس، ربما التجربة الدولية في مثل هذه المنافسات الكبيرة، المنتخب الوطني في اعتقادي أثبت أنه يتكون من فرديات كبيرة ولاعبين من الطراز العالي والفرق بينهم والنجوم المعروفين يكمن في عدم مشاركتهم في المباريات والمنافسات ذات المستوى العالي، فمن هو اللاعب الذي ينشط في أكبر النوادي الأوروبية، ومن هو اللاعب المتعود على المشاركة سنويا في رابطة الأبطال أو إحدى الكؤوس الأوروبية الأخرى، الحمد لله المونديال الحالي منحنا ما كنا نريده و هي الثقة بالنفس والتجربة وهذا أظن سيسمح لنا بخوض المباريات التصفوية المقبلة بأكثر ثقة ومن موقع قوة طالما أن اكتسبنا التجربة المطلوبة .. أتمنى أن نعود مرة أخرى للمونديال بعد أربع سنوات لا بعد 24 سنة. * * - ألا تظن أنكم ضيعتم فرصة الفوز أمام إنجلترا لو هاجمتم أكثر؟ * فعلا، كان بمقدورنا التسجيل، خاصة في الربع ساعة الأخير، كان هناك عدة ثغرات في دفاعهم ولو ذهبنا أكثر نحو الأمام لحققنا ذلك، المشكل كما قلت قبل قليل كان يكمن في غياب الثقة بالنفس والتجربة فقط.. هذه هي كرة القدم، لكل مباراة خصوصياتها ولكل مباراة خطتها التكتيكية ، رابح سعدان طلب منا غلق كل المساحات ونجحنا في المهمة لكن حول ما قدمناه في تلك المباراة شخصيا أفتخر بذلك، لا تنسى أن الإنجليز أقوياء بأسمائهم وببطولتهم الأحسن في العالم، ورغم ذلك منعناهم من اللعب، غلقنا في وجههم كل المنافذ ولا يمكن إذن أن نطلب من اللاعبين أكثر مما فعلوه. * * - لكن البعض يرى أن مجموعتكم كانت الأضعف، بدليل كل المنتخبات غادرت المنافسة مبكرا؟ * بالعكس، منتخبات المجموعة الثالثة تعبت كثيرا من أجل التأهل ، ونتائج المباريات كانت بالتعادل إما بصفر لصفر أو بهدف لصفر، وبهدف لهدف واللاعبون بذلوا مجهودات كبيرة، وهو ما أثر على منتخبي إنجلتراوالولاياتالمتحدة في الدور الثاني مما صعب عليهما المهمة في التأهل. * * - وماذا مثلت بالنسبة لك المشاركة في المونديال؟ * جميل جدا المشاركة في مثل هذا المحفل الكروي الكبير، لقد أكسبتني التجربة وكانت فرصة للاحتكاك بأحسن اللاعبين والمنتخبات العالمية.. وبالنسبة للمنتخب الوطني أيضا المشاركة هذه كانت إيجابية جدا ولاعبونا ممتازون ومن الطراز الرفيع. * * - والمونديال أيضا أمر رائع جدا؟ * لم أعش المونديال إلا من داخل الفندق، حيث لا أنترنيت ولا أي اتصال بالعالم الخارجي، كنا معزولين بعيدا عن الأضواء والحركة، وحماس المونديال كنا نشاهده فقط على الشاشة الصغيرة ولدى وصولنا إلى الملعب يوم المباريات. * * - وهل ندمت على شيء من خلال مشاركتك في المونديال؟ * لا زلت إلى حد الآن متأسف لعدم تأهلنا إلى الدور الثاني، في نظري كنا أهلا لتخطي الدور الأول، لكن لم يتحقق لنا ذلك، لهذا لا زلت لم أنس ما حدث، وعلى أي حال ربحنا منتخبا محترما وسنكون أحسن مستقبلا، لم يكن هناك أي فرق بين لاعبينا والأسماء الكبيرة وبالتالي المنتخب الوطني لن يخشى أحدا مستقبلا. * * - لكن هناك بعض الأسماء التي اعتزلت اللعب دوليا وهذا ما قد لا يخدم المنتخب؟ * لا أظن، لأن الأسماء التي اعتزلت قليلة جدا، باستثناء منصوري، صايفي وربما ڤواوي كل اللاعبين لا يزيد سنهم عن 24 أو 25 سنة نحن تقريبا من نفس الجيل. * * - كريم، بعض الأشخاص طرحوا إشكال التحضير الجيد للمونديال بسبب الإرهاق الذي نال من بعض اللاعبين خلال المباريات، بماذا ترد عليهم؟ * هذا مجرد كلام فقط، لا يوجد أي تقصير في التحضير، لقد عملنا وحضرنا جيدا سواء في سويسرا، ألمانيا وأيضا بجنوب إفريقيا، سعدان قام بواجبه على أكمل وجه، فقد خصص تحضيرا لكل لاعب، وأظن أنه لا يوجد أي مشكل من جانب التحضير. * * - وهل تظن أنك لعبت في منصبك المفضل ولم تشعر بأي تأنيب من هذا الجانب؟ * لا يوجد أي مشكل بالنسبة لي، كنت في المستوى، قدمت أفضل ما لدي، صحيح كنت في بعض الأحيان معزولا في وسط الهجوم، لكن ماذا عساني أفعل، من طبعي أنني لما يتعلق الأمر بالألوان الوطنية لا أفرض اختياراتي، بل أترك دائما القرار والإختيار للمدرب الوطني، أقبل اللعب في أي منصب يريده مني. * * - وماذا عن الحياة داخل المجموعة، يبدو أن البعض غضبوا لعدم المشاركة كأساسيين؟ * في نظري الأجواء كانت رائعة، شخصيا سأحتفظ بذكريات رائعة عن هذا المونديال والمشاركة الجزائرية، كانت لدينا مجموعة جيدة، رغم التحاق سبعة جدد وتغير الأجواء نوعا ما، إلا أن ذلك زاد في تلاحم المجموعة ولم تحدث حسب رأيي أي مشاكل عرقلت صفو الحياة وسط اللاعبين. * * - لكن بعض اللاعبين كما قلت قبل قليل لم يهضموا بقاءهم في كرسي الاحتياط؟ * مثل من .... * * - منصوري وصايفي... * في نظري من حق منصوري أن يغضب طالما أنه يلعب للمنتخب الوطني منذ عشر سنوات، خاض أصعب المهام والمباريات وفي آخر المطاف وجد نفسه خارج الإطار ولم يلعب ولو دقيقة واحدة، من حقه أن يغضب لكن صدقني لم يفعل أي شيء يضر باستقرار المجموعة، فقد تفهم الوضع، سكت وحاول مواصلة التفكير كقائد فريق، هناك أيضا رفيق صايفي الذي غضب لعدم مشاركته لكن لم يصدر منه شيئ خطير، أظن أن من حق هذين اللاعبين أن يغادرا المنتخب الوطني من الباب الواسع وعيب أن ننساهما وأيضا الحارس ڤواوي الذي حرس شباك المنتخب في التصفيات، قبل أن يحال على كرسي الاحتياط شخصيا تحدثت مع اللاعبين وطلبت منهما البقاء ولو لمباراة أخرى حتى يكرمان ويغادران من الباب الواسع. * * - وماذا تقول عن تصرف غزال؟ * تقصد لمسه الكرة باليد في مباراة سلوفينيا * * - نعم بالضبط، وكيف عاش بقية الأيام مع المجموعة؟ * بخصوص لمسه الكرة باليد، ربما أنه كان يريد أن يقدم أحسن ما لديه بعد دخوله الميدان، لهذا تصرف دون تفكير، أما عن حياته وسط المجموعة الأفضل أن تسأله هو لأنه هو من عاش تلك الأيام. * * - كريم، حدثنا عن الأجواء التي خلقها بث فيلم معركة الجزائر والشريط حول أم درمان على اللاعبين؟ * جميلة جدا، أظن أنهم فعلوا ذلك من أجل تحسيس اللاعبين الجدد بالقيم الوطنية، والرسالة لم تكن موجهة للاعبين القدامى بالدرجة الأولى طالما أنهم تعودوا على التحديات الكبرى، والجدد حسب ما لاحظته تفاعلوا كثيرا مع الفيلمين، فقد تسلحوا بقيم التحدي والوطنية. * * وماذا عن "الظاهرة" مبولحي؟ * كان بحق ممتازا، مبولحي كان مثاليا فوق الميدان وخارجه، كان فعلا اكتشاف المنتخب الوطني هو وبقية اللاعبين الجدد الذين التحقوا قبل المونديال. * * - وهل تنبأت له بهذا التألق؟ * لا، لأنني لم أشاهده من قبل، انتظرت إلى غاية المونديال لأشاهده عن قرب، حتى شاوشي حارس بارع ولا يجب أن ندفنه. * * - بعد مباراة الولاياتالمتحدة هل تحدث معكم روراوة أو سعدان؟ * لا أحد تحدث معنا، رئيس الفاف لم يكن بحاجة للتحدث معنا لأنه يعرف جيدا ما يقوم به من أجل تحضير المنتخب للمنافسات المقبلة التي تنتظرنا بعد أقل من ثلاثة أشهر، بينما سعدان لم يقل لنا شيئا. * * - الحديث الآن في الجزائر هو عن مستقبل رابح سعدان، كلاعب هل أنت مع أو ضد رحيله؟ * ليس من صلاحياتي الحديث عن ذهاب أو بقاء سعدان، لأنني لاعب فقط، أعتقد ان سعدان يستحق تحية خاصة، هذا المدرب ربما نسي البعض هو من بنى الفريق الوطني من نقطة الصفر، قبل سنتين لم يكن بحوزتنا منتخبا وطنيا، هو من جلب اللاعبين وخلق تلك الأجواء الرائعة في الفريق، وفي المونديال ساهم بشكل كبير في النتائج المحققة والأجواء التي سادت. * * - نفهم أنك ضد فكرة رحيله؟ * قلت لك القرار الأخير ليس بيدي، لكن لا أرى الجدوى من تغييره فهو يعرف الفريق أفضل من غيره. * * - نعود إليك، كريم أين ستلعب الموسم المقبل؟ * والله لا أدري ، أنا مرتبط مع بوريسيا لموسمين آخرين، والمحادثات جارية مع مسؤوليه لإيجاد حل. * * - ماذا تقصد بالضبط؟ * ثمة احتمال كبير أن أغادر، لدي عدة عروض ولم يتم الحسم فيها لحد الآن ولا أدري لحد الآن إلى أين ستكون وجهتي. * * - وأين تريد اللعب صراحة ؟ * من المحتمل جدا أن ألعب في فرنسا، والعرض الذي وصلني من أحد الاندية هناك هام جدا، لكن الكلمة الأخيرة بيد مسؤولي النادي. * * - ولماذا ترفض البقاء في بوريسيا ؟ * هناك شروط مقابل البقاء، فلو يقبلون شروطي سأبقى ربما، لكن صراحة لا أفكر في المواصلة في بوريسيا. * * - آخر سؤال، كريم أين ستقضي عطلتك؟ * سأركب الطائرة صباح غد على الخامسة صباحا نحو وجهة أرفض الكشف عنها حتى لا يتبعني أحد، اخترت مكانا بعيدا عن الأضواء، سأغلق هاتفي وسأقطع علاقتي بالعالم الخارجي، ولن أكشف لأحد المكان الذي سأقضي فيه العطلة.