أعرب ممثل جبهة البوليزاريو، بالأممالمتحدة والمنسق مع بعثتها لتنظيم استفتاء تقرير المصير في الصحراء الغربية "مينورسو"، محمد سيدي عمار، عن قناعته الراسخة بعدم إمكانية إحداث تقدم في عملية السلام ما لم ينخرط مجلس الأمن الدولي، جديا في دعم المبعوث الشخصي إلى الصحراء الغربية في مهمته، من خلال استخدام كل ما لديه من أدوات دبلوماسية وغيرها لحمل دولة الاحتلال المغربي على الإيفاء بالتزاماتها بموجب خطة التسوية الأممية- الإفريقية. وأكد سيدي عمار، في تصريح ل"واج" قبيل لقائه بستافان دي ميستورا، أن "خطة التسوية الأممية الإفريقية، لا تزال الاتفاق الوحيد الذي قبله الطرفان من أجل تحقيق حل سلمي وعادل ودائم للنزاع، بما يضمن استتباب الأمن والسلم في المنطقة". وبينما ذكر بأن "الطرف الصحراوي أكد استعداده الدائم للتعاون مع جهود الأممالمتحدة والاتحاد الإفريقي لتحقيق حل سلمي ودائم للنزاع طبقا لمبادئ الشرعية الدولية وأهداف ومبادئ القانون التأسيسي للاتحاد الإفريقي"، جدد رفض جبهة البوليزاريو القاطع لسياسة الأمر الواقع والحلول الخارجة عن إطار الشرعية الدولية، المقرة بأحقية الشعوب المستعمرة في تقرير مصيره وفي مقدمتها الشعب الصحراوي. والتقى سيدي عمار، بمقر الأممالمتحدة بنيويورك بالمبعوث الشخصي للأمين العام الى الصحراء الغربية، ستافان دي ميستورا، في لقاء يندرج ضمن مشاورات ثنائية جديدة أطلقها الأخير مع طرفي النزاع، جبهة البوليزاريو والمغرب وممثلي الدول المراقبة، الجزائر وموريتانيا، إضافة إلى أعضاء مجموعة أصدقاء الصحراء الغربية التي تضم كلا من روسيا وإسبانيا وفرنسا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة. وشدد سيدي عمار، خلال المشاورات التي تناولت واقع ومستقبل عملية السلام التي ترعاها الأممالمتحدة في الصحراء الغربية، على أن "الحل السلمي والعادل والدائم لقضية تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية، لا يمكن أن يتم إلا على أساس الاحترام الكامل لحق الشعب الصحراوي غير القابل للتصرف ولا للمساومة ولا للتقادم في تقرير المصير والاستقلال". وكان المسؤول الصحراوي، وجه رسالة واضحة من خلال التأكيد على أنه من شروط تحقيق السلام في المنطقة وتصفية الاستعمار من آخر مستعمرة في إفريقيا، توفر الإرادة السياسية الحقيقية لدى الاحتلال المغربي. وأوضح بأن الغرض من المشاورات سيكون مناقشة الدروس المستفادة من العملية السياسية، وتعميق تدارس المواقف ومواصلة البحث عن صيغ مقبولة للطرفين لتفعيل عملية السلام التي ترعاها الأممالمتحدة في الصحراء الغربية، في سبيل تحقيق حل سلمي وعادل ودائم يكفل لشعب الصحراء الغربية تقرير مصيره. وفيما يخص "عملية السلام" كإطار لحل النزاع في الصحراء الغربية، أكد ممثل جبهة البوليزاريو، أن "الطرف الصحراوي برهن على إرادته الحقيقية في المساهمة في تحقيق السلام العادل والدائم وقدم من أجل ذلك العديد من التنازلات، بينما ظلت دولة الاحتلال المغربي تتمسك بالعملية فقط وليس بخيار السلام لكي تواصل محاولاتها الرامية لفرض الأمر الواقع بالقوة في الأراضي المحتلّة من الجمهورية الصحراوية". ويرى الدبلوماسي الصحراوي، أن "من بين الشروط الأساسية لإعادة إطلاق عملية السلام، ضرورة توفر إرادة سياسية حقيقية لدى دولة الاحتلال المغربي للتقدم باتجاه الحل السلمي والعادل والدائم لقضية تصفية الاستعمار بالصحراء الغربية. وشدد في هذا السياق على أن شعب بلاده "يرفض رفضا قاطعا سياسة الأمر الواقع والحلول الخارجة عن إطار الشرعية الدولية"، وهو مصمم على الدفاع "بكل الوسائل المشروعة عن حقوقه المقدّسة وتطلعاته إلى الحرية والاستقلال". وتطرق سيدي عمار، إلى استمرار دولة الاحتلال المغربي في عدوانها العسكري على التراب الصحراوي منذ 13 نوفمبر 2020، واستهدافها للمدنيين وتماديها في انتهاك حقوق الإنسان في الأراضي الصحراوية المحتلّة، ونهب خيرات الشعب الصحراوي واستدراج أطراف أجنبية لزعزعة الاستقرار في المنطقة التي أكد أنها من "البراهين الملموسة على عدم توفرها على أي إرادة سياسية حقيقية للتقدم باتجاه الحل السلمي والعادل والدائم".