أخذت ظاهرة إقالة واستقالة المدربين في البطولة الوطنية هذا الموسم أبعادا خطيرة، إذ وصل الامر الى حد لجوء رؤساء الفرق الى سحب البساط من تحت ارجل المسؤول على العارضة الفنية بعد هزيمة او خسارتين متتاليين، بل هناك من طلق مدربه حتى قبل ان يشرع في العمل مثلما حدث في اتحاد عنابة مع البلجيكي روبرت بويفس الذي لم يعمّر في مدينة بونة سوى اسبوع فقط لأسباب يحتفظ بسرها الرجل الاول في الفريق· لكن الرقم الذي يستحق تسجيله في كتاب" غينس" يظل بحوزة عبد الكريم بيرة الذي اضطر الى مغادرة شباب بلوزداد بعد حصة تدريبية يتيمة، كما أن بعضا من الاسماء لم تصمد أكثر من مباراتين كالفرنسي سفيتكوفيتش مع شبيبة بجاية·ورغم ان الفاف استبقت الاحداث قبل انطلاق قطار المنافسة، مذكرة الأندية بضرورة الامتثال للقانون المعمول به طبقا للمرسوم التنفيذي ل 2 سبتمبر 2006 القاضي بتسليم إجازة خاصة بالمدربين شريطة تقديم عقد يتضمن تعاقدا لمدة سنتين بين المدرب والنادي، وحثت الرابطات بالسهر على تطبيقه ورفض كل ملف مخالف له، إلا ان لا شيء تغيّر بل زاد الوضع سوءا في غياب اجراءات ردعية صارمة تحد من هذا الداء الذي ينخر جسد الرياضة الأكثر شعبية في بلادنا· فمن بين الأندية الستة عشر التي تنشط في الدرجة الاولى وبعد اسدال الستار عن المرحلة الأولى من السباق، فإن ثلاثة فرق فقط خرجت عن المألوف المؤسف باحتفاظها بطواقمها الفنية، ويتعلق الامر بكل من شباب بلوزداد مع محمد حنكوش وجمعية الشلف مع رشيد بلحوت ومولودية سعيدة التي مازل مسيّروها يثقون في قدرات سعيد حموش، في الوقت الذي تدوال 35 مدربا كاملا على التشكيلات الاخرى، وهو مشهد يؤكد حالة الفوضى التي تتخبط فيها الكرة الجزائرية منذ فترة طويلة· ولمعرفة الدوافع التي جعلت هذه الظاهرة تتفاقم بشكل لافت ومخيف، اقتربنا من بعض التقنيين ومسيري الاندية الذين طرحنا عليهم جملة من الاسئلة صبّت كلها في محور واحد هو: هل اصبح تغيير المدرب "موضة" وما السبب في ذلك؟ فجاءت التفسيرات والتبريرات متابينة أحيانا ومتقاربة أحيانا اخرى·