سجلت ولاية الجزائر منذ بداية موسم الاصطياف 2009 حالتي تسمم أصيب في واحدة منها 26 شخصا بعد تناول وجبات في أحد محلات الأكل الخفيف "فاست فود" بالرغاية، بينما أصيب بالتسمم في الحالة الثانية 23 شخصا خلال حفل تناول خلاله الضحايا قطع حلويات معدة للمناسبة ب"المكان الجميل" (الحراش). ودعت مصالح التجارة والصحة المستهلك إلى ضرورة التحلي بالحذر لتفادي حدوث مثل هذه الحالات التي لم تخلف لحسن الحظ حالات وفاة. وأكد مصدر من مديرية التجارة لولاية الجزائر، أن هذه الأخيرة جندت هذه السنة 67 فرقة للمراقبة موزعة على مختلف بلديات العاصمة، قصد مراقبة التجار و ظروف عرض المنتوجات ونوعيتها.. داعيا المستهلك إلى ضرورة التحلي بالحذر بتفادي اقتناء المنتجات، لاسيما منها المواد الغذائية التي لم تخضع لظروف الحفظ المطلوبة والنظافة ومدة صلاحيتها. و حسب أحد ممثلي مديرية التجارة، فإن 50% من حالات التسمم المسجلة سنويا، مصدرها الحلويات التي تبقى تشكل خطرا على المستهلكين، خاصة في فصل الصيف، بصفتها سريعة التلف، بسبب الجراثيم، و 41 % من اللحوم، في حين تنفرد الإقامات الجامعية بنسبة كبيرة من حالات التسمم المسجلة في كل سنة تفوق ال30 %. وتحذر مصادر صحية من جهتها، المواطنين من عواقب بعض المظاهر التي انتشرت في الآونة الأخيرة كالشواء الذي أصبح يباع على مستوى العديد من الأحياء والمنتوجات الغذائية في الهواء الطلق و تحت أشعة الشمس وفي غير مكانها اللائق كالبيض والمشروبات بمختلف أنواعها والحلويات و غيرها من المواد السريعة التلف. بينما رفع االعديد من المواطنين انشغالا يتمثل في إقدام بعض التجار، إن لم نقل اغلبهم، على توقيف ثلاجاتهم والمبردات في الليل لإعادة تشغيلها في صباح الغد للاقتصاد في استهلاك الطاقة الكهربائية وبالتالي التخفيف من فاتورة الكهرباء غير مبالين بصحة وسلامة المستهلك، الذي تبقى تهدده الأخطار المنجرة عن المواد الغذائية بعد توقيف سلسلة التبريد عنها. وأكدت ذات المصادر ،أن 251 حالة تسمم تم تسجيلها خلال سنة 2008.. موضحة أن هذا الرقم يمثل الحالات التي تقدم ضحاياها إلى المصالح الصحية، ما يؤكد أن الرقم المسجل هو اكبر بكثير . مديرية الصحة أكدت من جهتها، أن مصالحها تكثف حملاتها التحسيسية على مستوى المدارس والإقامات الجامعية.. موضحة أن أزيد من 250 طبيب ينشطون على مستوى المدارس و الجامعات المحلية. كما ترى المصادر أن مسؤولية حدوث حالات التسمم تقع على عاتق الجميع بمن فيهم المستهلك الذي أصبح يشتري أي شيء ومن أي مكان دون التفكير فيما قد تلحق به من أضرار خطيرة، وإلا كيف يفسر اقتناء المواطنين مواد غذائية سريعة التلف وهي معروضة تحت أشعة الشمس طيلة ساعات، و هو يدرك أن مكان حفظها الصحيح هو مكان بارد أو الثلاجة، و هل يعقل اقتناء الجبن والزبدة والكاشير والياغورت وهي تعرض للبيع داخل سيارة تجوب الأحياء طيلة اليوم؟ كل هذه تساؤلات وغيرها تؤكد الضرورة القصوى للإسراع في اتخاذ الإجراءات اللازمة لردع الطفليين من التجار الشرعيين والفوضويين على حد سواء، خاصة و نحن في عز فصل الحر الذي قد يفاجئنا بما لا تحمد عقباه.