طالب الوزير السابق في الحكومة المؤقتة الجزائرية لمين خان، وزارة المجاهدين بضرورة التعجيل في تسجيل وتدوين التاريخ الثوري للقضية الجزائرية، وذلك من أجل حفظ الذاكرة للأجيال القادمة، كما دعت من جهتها المجاهدة ظريفة بن مهيدي بتكريم النساء الفرنسيات الذين شاركن في الثورة وعدم نسيان فضلهن بعدما كانوا قد اقتنعوا بعدالة القضية، خاصة وأنهن لم يكونوا مجبرين على المشاركة في ساحة الجهاد إلى جانب رفقائهم الجزائريين. دعا المجاهد لمين خان في الندوة التي نظمت بمناسبة إحياء الذكرى 47 لاسترجاع السيادة الوطنية، بمبادرة من جمعية الشهيد وبالتنسيق مع يومية المجاهد تحت عنوان" وقفة عرفان لشهيدات الوطن من أجل الحرية والاستقلال"، وزارة المجاهدين إلى ضرورة الاهتمام أكثر بكتابة تاريخ الثورة خاصة منها مشاركة المرأة الجزائرية في حرب التحرير الوطني من خلال تسليط مزيد من الضوء على هذه المشاركة التي يريد البعض حصرها في مجالات محددة، حيث نوه لمين خان بالمناسبة بما قدمته المرأة الجزائرية إبان الثورة التحريرية من تضحيات جسام من أجل نصرة الجزائر من خلال وقوفها جنبا إلى جنب مع أخيها الرجل سواء في الأرياف أو في الجبال أو في المدن أين قدمت أسمى مواقف الجهاد ونكران الذات من أجل أن تحيا الجزائر كريمة ومستقلة، واقترح المتحدث تسخير الطلبة الجامعيين وتوجيههم لجمع تاريخ المجاهدين قبل فوات الأوان، مع وضع لجنة خاصة تضم خيرة المؤرخين لتدقيق الشهادات والروايات. واستعرض المجاهد خان في هذا السياق، مسيرة بعض المجاهدات الذين أبين إلا أن يشاركن في الثورة، رافضين نداء الانتظار الذي كانت تروج له بعض الجهات، منهم ليلى موسوي، مريم بوعتورة، مليكة خرشي ونفيسة حمود الطبيبة الجزائرية الوحيدة التي فضلت الالتحاق بأقرانها بساحة الجهاد في الجبل والتي لعبت دورا أكثر من فعال في الولاية الخامسة، وأبرزت من جهتها المجاهدة ليلى الطيب العضو بمجلس الأمة، دور ومكانة المرأة الجزائرية في تأجيج نار الثورة ضد المستعمر الفرنسي، مضيفة أنها أظهرت تجندها في المدن والقرى، من خلال تمرير السلاح للمجاهدين، وكذا إيوائهم، خاصة وأن المستعمر لم يعلم بذلك إلا متأخرا بعد أن وضعت الثورة أواصرها في الفترة الممتدة من 1954-1956، حيث نوهت المتحدثة بالمرأة الريفية التي بقدر ما ضحت كثيرا نتيجة وضعها المزري، بقدر ما قابلها إصرارها على مضاعفة مساهمتها في دعم الثورة بكل ما أوتيت من قوة، حيث كشفت عن مشروعها القادم المتضمن توثيق مسيرة المرأة الريفية أثناء الثورة، لتختتم كلامها بأن الثورة الجزائرية كانت صورة حية للعدالة، الحق والشرف، أما الشهداء فماتوا وتركوا التراث، الشرف وطهارة الأرض التي ارتوت بدمائهم. هذا وقد تميزت الندوة أيضا بتقديم شهادات حية لعدد من المجاهدين والمجاهدات، ممن عايشوا الثورة حيث كان اللقاء فرصة وقف فيها الجميع وقفة عرفان وإكرام للمجاهدات اللواتي ما زلن على قيد الحياة من جهة، وترحم على روح اللواتي قدمن أرواحهن في سبيل الوطن، وبالمناسبة كرمت جمعية مشعل الشهيد المجاهدتين ايفلين لافلاد وليلى الطيب عرفانا لدورهما البطولي إبان الثورة التحريرية وتقديرا لما تقومان به خدمة للوطن واستمرارا لمبادئ ثورة أول نوفمبر.