يلتقي فريقا شباب بلوزداد وأولمبي الشلف، اليوم، على ملعب المركب الأولمبي "ميلود هدفي" بوهران، بداية من الساعة الخامسة مساء، في نهائي الطبعة 55 لكأس الجزائر. وهو نهائي غير مسبوق بين نادي العقيبة والأولمبي. ويلتقيان برغبة كتابة تاريخ جديد في سجلهما الكروي؛ بطولة كانت أم كأسا، لكن بتباين في عاملي الخبرة، والحضور الدائم في منافسة السيدة الكأس. فشباب بلوزداد سيخوض نهائي كأس الجمهورية للمرة 12 مع طموح افتكاك التاج 09، بينها الطبعة الأخيرة لعام 2019 مقابل خسارة 3 نهائيات، مع الإشارة إلى أن نسخ 2020 و2021 و2022 ألغيت بسبب تفشي جائحة "كورونا"، وكثافة المنافسات، وعليه سيسعى شباب بلوزداد لخلافة نفسه على عرش السيدة الكأس. أما أولمبي الشلف فسيكون اليوم ثالث نهائيا له بعد تنشيطه نهائيين سنة 1992، وخسارته أمام شبيبة القبائل بهدف وحيد على ملعب الشهيد "أحمد زبانة " بوهران، لكنه واسى أقراحه الماضية، واختطف كأس عام 2005 بعد فوزه على اتحاد سطيف بهدف وحيد من تسجيل مسعود بعد الوقت الإضافي. وهي المواجهة التي جرت بملعب 05 جويلية بالعاصمة. وبلغ شباب بلوزداد المحطة الختامية بعد فوزه في الدور نصف النهائي، على نجم مقرة بهدف وحيد، من تسجيل إسحاق بوصف في الد06، في اللقاء الذي جرى على ملعب "الشهيد حملاوي" بقسنطينة ، في حين تألق أولمبي الشلف في الدور ما قبل النهائي، وأطاح بشبيبة الساورة بنتيجة (3/1 ) في اللقاء الذي دارت أطواره بملعب المركب الأولمبي "هدفي ميلود" بوهران. وسجل ل«لشلفاوة" كل من سويبع في الد17، وعليان في الد46، وفتوحي (52)، بينما قلص للشبيبة اللاعب حامية في الد76 من ركلة جزاء. وفي بطولة الموسم الحالي، ظهر شباب بلوزداد قويا رغم بعض التراجع والتراخي بسبب ضغط المباريات عليه، خاصة منافسة رابطة أبطال إفريقيا التي خرج منها "بخفّي حنين"، فاستطاع استعادة توازنه، الذي مكنه من الحفاظ على قيادته بطولة هذا الموسم، والطموح لتحقيق إنجاز تاريخي غير مسبوق؛ بنيله التاج الوطني للموسم الرابع على التوالي. أما عن مواجهات الغريمين ففاز شباب بلوزداد على أولمبي الشلف بهدف لصفر خارج القواعد، في انتظار إجراء مقابلة العودة بملعب "20 أوت 1955" بالعناصر برسم الجولة 26 المبرمجة مقابلاتها لاحقا. ويكسب شباب بلوزداد أفضلية على الورق على غريمه أولمبي الشلف؛ لعدد المرات التي بلغ فيها نهائيات السيدة الكأس، وكذا التي تُوج بها، لكن، بالمقابل، يكسب أولمبي الشلف مدربا محنّكا يحسن التعامل مع تفاصيل وحيثيات منافسة الكأس، ويعرف جيدا بيت البلوزداديين، ويتعلق الأمر بعبد القادر عمراني، الذي سبق له رفع الكأس مع "الشلفاوة" في المرة الوحيدة، التي تُوجوا فيها، وكانت سنة 2005، لكن التقني التلمساني يدرك جيدا أن نهائي 2023 يختلف تماما عن نهائي 2005؛ ذلك أن التكهنات موزعة بين الطرفين، والحظوظ متساوية بين الفريقين في نهائي هذا العام؛ عكس ما كان عليه الوضع في سنة التتويج، التي صبت فيها كل الترشيحات لمصلحة الشلف على حساب اتحاد سطيف. عمراني: الكأس غير البطولة والأولوية للجانب المعنوي كما إن عمراني سيكون وفيا لمبادئه، ويستند على مكامن قوة فريقه، بتحصين خط دفاعه، الذي يراه الأهم لديه، والرد بهجمات مرتدة سريعة قاتلة؛ لصد طموح مدرب بلوزداد نبيل الكوكي، الراغب بشدة في التتويج؛ لتعويض نكسة الخروج المخزي من رابطة أبطال إفريقيا؛ لذلك اعتبر عمراني في تصريحات صحفية له، أن بلوغ فريقه مباراة النهائي طموح مشروع. وأضاف: "حظوظ الفريقين في التتويج متساوية. ومقابلات الكأس والبطولة لا تتشابه؛ فكل مباراة لها طابعها الخاص، والجانب المعنوي ستكون له الأولوية؛ فالتركيز ضروري في النهائي؛ ذلك أن التتويج فيه يُلعب على جزئيات، وتفاصيل صغيرة. وأتمنى أن تفوز الروح الرياضية فوق المدرجات، وفوق أرضية الميدان". الكوكي: جاهزون لرفع الكأس أما نبيل الكوكي مدرب شباب بلوزداد، فأكد أن فريقه جاهز لرفع الكأس. وتابع: "نوجد أمام منعرج حاسم هذا الموسم. التركيز مطلوب في النهائيات. الكأس تحب من يحبها. وفريقنا عازم على التتويج بها هذا الموسم؛ ففريق شباب بلوزداد لا يُعقل أن لا ينافس على لقبين على الأقل في الموسم!". وعلى صعيد التعداد، فستُحرم أسماء هامة وأوراق رابحة من خوض النهائي على ملعب المركب الأولمبي "هدفي ميلود" بوهران اليوم؛ فشباب بلوزداد سيُحرم من ثلاثة عناصر هامة، ويتعلق الأمر بحسم الدين مؤويف. ودراوي وحميدي. أما أولمبي الشلف فتسربت معلومات غير مؤكدة عن منع الإدارة لاعبها فتوحي إسلام من مشاركة زملائه في نهائي الطبعة 55 من كأس الجزائر؛ بسبب رفضه تمديد عقده مع الشلفاوة، وهو الذي ينتهي بتمام شهر جوان الجاري. بلوزداد والشلف وأنصارهما يحجون باكرا إلى الباهية وكان بلوزداد والشلف حطا الرحال باكرا لاستكمال الاستعدادات لنهائي كأس الجمهورية، والتعود على أجواء النهائي في الباهية وهران، ووفق عشب ملعب "ميلود هدفي"، الذي يتطلب جهدا كبيرا، ولياقة بدنية جيدة. وصاحبت الفريقان إلى وهران الطلائع الأولى للأنصار، موشحين باللونين الأحمر والأبيض، ومرددين الأغاني الممجدة للفريقين، قبل أن يخوضوا هم كذلك، مقابلتهم في المناصرة من فوق المدرجات. ونتمنى أن لا تضرب الروح الرياضية في مقتل، وتنتصر الكرة الجزائرية أولا وأخيرا.